قادت مجموعات التكنولوجيا الكبرى، بما في ذلك إنفيديا، موجة بيع واسعة النطاق في سوق الأسهم الأميركية يوم الثلاثاء، حيث أضافت البيانات الضعيفة عن حالة قطاع التصنيع إلى مخاوف المستثمرين بشأن تباطؤ اقتصادي.

انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 2.1 في المئة في أول جلسة تداول منذ عطلة عيد العمال، ما يمثل أسوأ يوم له منذ نوبة التقلبات العالمية في أوائل أغسطس.

وكانت أسهم التكنولوجيا، التي كانت تشكل عبئاً على المؤشر في الأسابيع الأخيرة، هي القطاع الأسوأ أداء مرة أخرى، فقد انخفض مؤشر ناسداك المركب الذي تهيمن عليه التكنولوجيا بنسبة 3.3 في المئة، في حين انخفض مؤشر فيلادلفيا لأشباه الموصلات بنسبة 7.8 في المئة.

أغلقت شركة صناعة الرقائق الإلكترونية إنفيديا على انخفاض بنسبة 9.5%، لتخسر أكثر من 250 مليار دولار من قيمتها السوقية، وانخفض السهم بنسبة 2.4% أخرى في تعاملات ما بعد ساعات التداول بعد تقرير بلومبيرغ الذي أفاد بأن وزارة العدل الأميركية أرسلت للشركة استدعاءً قضائياً، ما أدى إلى تعميق تحقيقاتها في مكافحة الاحتكار.

وأكد شخص مطلع على الأمر صدور أمر الاستدعاء، الذي يأتي في الوقت الذي تقيم فيه وزارة العدل ما إذا كانت شركة إنفيديا تستخدم قوتها كمورد أساسي لشرائح مراكز البيانات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي لإلحاق الضرر بالمنافسين، وفي بيان، قالت إنفيديا إنها «تفوز على أساس الجدارة، كما ينعكس في نتائجنا المعيارية وقيمتنا للعملاء، الذين يمكنهم اختيار أي حل هو الأفضل لهم»، ورفضت وزارة العدل التعليق.

وقال ديك مولاركي المدير الإداري في إس إل سي مانجمنت «إن النفور من المخاطرة يسيطر على السوق»، مضيفاً أن المستثمرين يتوخون الحذر قبل صدور بيانات حاسمة حول قوة سوق العمل في وقت لاحق من هذا الأسبوع، وأضاف «لا أحد يريد أن يكون على الجانب الخطأ مما يحدث مع قوائم الرواتب».

وامتدت موجة البيع إلى الأسواق الآسيوية يوم الأربعاء، بقيادة شركات التكنولوجيا وسلسلة توريد أشباه الموصلات في المنطقة، وانخفض مؤشر توبكس الياباني بأكثر من 3 في المئة، مع انخفاض سهم شركة صناعة الرقائق طوكيو إلكترون بأكثر من 7 في المئة، وانخفض مؤشر كوسبي الكوري بنحو 3 في المئة، مع انخفاض سهم شركة صناعة رقائق الذاكرة إس كيه هاينكس بنحو 7 في المئة، وانخفض سهم شركة تي إس إم سي التايوانية بأكثر من 4.6 في المئة.

واكتسبت عمليات البيع المكثفة في الولايات المتحدة يوم الثلاثاء زخماً، بعد أن نشر معهد إدارة التوريدات مقياسه الشهري لنشاط التصنيع في الولايات المتحدة، وكانت النتائج أضعف قليلاً من توقعات خبراء الاقتصاد وأظهرت انكماش النشاط للشهر الخامس على التوالي.

وبحسب فايننشال تايمز، فقد أكد إيان لينجين، رئيس استراتيجية أسعار الفائدة الأميركية في بي إم أو كابيتال ماركتس، أن الأرقام «كانت مخيبة للآمال» و«لم يكن هناك أي شيء مشجع في البيانات».

وارتفع مؤشر فيكس المعروف شعبياً باسم «مقياس الخوف في وول ستريت» من 15.6 إلى 20.7، متجاوزاً متوسطه طويل الأجل إلى أعلى مستوى له في ثلاثة أسابيع، وقفز مؤشر فيكس، الذي يظهر التوقعات بتقلبات في مؤشر فيكس نفسه، من 94 إلى 130، ما يشير إلى أن المستثمرين كانوا حذرين من المزيد من التقلبات.

وانعكس المزاج الحذر أيضاً في أسواق السندات الحكومية، وانخفض العائد على سندات الخزانة القياسية لأجل عشر سنوات بمقدار 0.06 نقطة مئوية إلى 3.84 في المئة، في حين انخفض العائد على سندات السنتين الحساسة للسياسات بمقدار 0.04 نقطة مئوية إلى 3.88 في المئة.

كان المستثمرون يتابعون عن كثب إصدار مؤشر ISM، حيث كان المسح الذي جاء أضعف بكثير من المتوقع في الشهر الماضي أحد الشرارات التي ساعدت في بدء عمليات البيع العالمية.

جاءت بيانات يوم الثلاثاء قبل صدور أرقام أكثر أهمية عن سوق العمل يوم الجمعة، ويُنظر إلى تقرير الوظائف غير الزراعية على نطاق واسع باعتباره البيانات الأكثر أهمية في المساعدة في تحديد ما إذا كان بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي سيخفض أسعار الفائدة بمقدار ربع أو نصف نقطة مئوية في وقت لاحق من هذا الشهر.

وقال بنك أوف أميركا إن خفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية هو النتيجة الأكثر ترجيحاً، لكن «تقرير الوظائف الضعيف للغاية في أغسطس آب من شأنه أن يغير قواعد اللعبة من خلال إضفاء الشرعية على مخاوف الركود».

وقال بنك أوف أميركا «يشير التاريخ إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يستجيب بقوة، حتى لو كان التضخم أعلى من الهدف بشكل معتدل».

وجاءت موجة البيع في الولايات المتحدة في أعقاب يوم ضعيف في الأسواق الأوروبية، وانخفض مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 1%، متراجعاً أكثر عن أعلى مستوى على الإطلاق الذي سجله يوم الجمعة، في حين انخفض مؤشر فوتسي 100 في لندن بنسبة 0.8%.

وانخفض خام برنت، وهو المعيار العالمي للنفط، إلى أدنى مستوى له هذا العام، حيث انخفض بنحو 5 في المئة إلى 73.67 دولار للبرميل، في حين انخفض خام غرب تكساس الوسيط، وهو المعيار الأميركي، بنسبة 4.5 في المئة إلى 70.25 دولار.

وجاءت الانخفاضات وسط تكهنات بأن التوصل إلى اتفاق لإنهاء النزاع بين الفصائل السياسية في ليبيا من شأنه أن يساعد في استعادة الإنتاج في المنطقة.

وقالت شركة فيرنلي للأوراق المالية إن من بين العوامل التي عززت المشاعر السلبية «البيانات الضعيفة لمؤشر مديري المشتريات في المصانع في الصين»، أحد كبار مستوردي النفط الخام.