ليس مسموحاً لك بتداول مشتقات العملات المشفرة إذا كنت مقيماً في الولايات المتحدة، كما أن المنصات العالمية لتلك العملات لا يمكنها السماح للأميركيين بتداول هذه المشتقات إلا إذا كانت مسجلة لدى السلطة الفيدرالية التي تنظم ذلك النوع من الأنشطة وهي «لجنة تداول العقود الآجلة».
رفعت لجنة تداول العقود الآجلة دعوى قضائية ضد «باينانس»، أكبر بورصة عملات مشفرة في العالم، تتهم فيها المنصة ورئيسها التنفيذي، تشانغبنغ تشاو، بمخالفة قوانين التجارة الأميركية -ضمن مخالفات أخرى- بتدريب كبار عملائها سراً داخل الولايات المتحدة على كيفية التهرب من ضوابط الامتثال.
قالت اللجنة، التي تنظم تداول المشتقات الأميركية، إن الشركة ورئيسها التنفيذي «وجهوا موظفيها وعملاءها للتحايل على ضوابط الامتثال من أجل تعظيم أرباح الشركة».
ولا يُمكن للجنة تداول السلع الآجلة توجيه اتهامات جنائية للمنصة، ولكنها تستطيع المطالبة بغرامات باهظة وقد تحظرها من التسجيل في الولايات المتحدة في المستقبل.
ووصفت «باينانس» الدعوى القضائية بأنها «غير متوقعة ومخيبة للآمال»، مشيرةً إلى أنها ضخت «استثمارات ضخمة» في العامين الماضيين لضمان عدم نشاط المستثمرين المقيمين في الولايات المتحدة على المنصة.
وكانت «باينانس» تتذرع بأنها لا تخضع لقوانين الولايات المتحدة إذ ليس لها مقر فيها أو في أي مكان، ويزعم تشاو أن المقر الرئيسي للشركة حيث يتواجد هو شخصياً في أي مكان وفي أي وقت، وتصف لجنة تداول العقود الآجلة ذلك في دعواها بأنه أسلوب متعمد «من أجل التحايل على القانون».
وبكل تأكيد فإن الدعوى المرفوعة ليست خبراً ساراً بالنسبة لـ«باينانس» أو للعملات المشفرة عموماً، غير أنه ليس كالزلزال العنيف مثل انهيار منصة «إف تي إكس» أو عملة «تيرا لونا».
هبطت أكثر العملات المشفرة شيوعاً -البيتكوين والإيثريوم- بأكثر من ثلاثة في المئة يوم الاثنين.
وتضيف الدعوى المرفوعة جولة أخرى من التدقيق التنظيمي على أكبر اللاعبين في مجال التشفير، وبحسب تقارير صحفية، فإن دائرة الإيرادات الداخلية وهيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية تحققان أيضاً في قضية «باينانس».
وفي السياق ذاته، أرسلت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية الأسبوع الماضي إشعار تنفيذ إلى منصة «كوينباس»، أكبر بورصة تشفير مدرجة في الولايات المتحدة، بشأن انتهاكات محتملة لقانون الأوراق المالية، والإشعار يعني أن الهيئة تخطط لاتخاذ إجراءات قانونية ضد المنصة.
وفي وقت سابق من هذا الشهر خسرت صناعة العملات المشفرة اثنين من أكبر مموليها وهما مصرفا «سيلفرغيت» و«سيغنتشر».
(أليسون مورو، CNN)