وضع المنتدى الاقتصادي العالمي مسألة الإستعداد لوباء مقبل على أجندته بهدف تفادي التداعيات التي لحقت بالعالم جراء جائحة كورونا.

التداعيات الصحية والاجتماعية لم تكن وحدها التي عصفت بالعالم. فالاقتصاد العالمي كان أحد أكبر المتضررين جراء الجائحة.

الاقتصاد الصيني وما لحق به وبالعالم خير شاهد على ضرورة التحوط للمستقبل، لا سيما بوجود من يقول إن الجائحة المقبلة باتت مسألة وقت.. بيل غيتس يرى أن فرص ظهور جائحة جديدة خلال العقدين المقبلين تزيد عن 50 في المئة سواء طبيعية أو مفتعلة.

يشكل الاقتصاد الصيني حوالي 18 في المئة من الاقتصاد العالمي ونحو ثلث ناتج التصنيع في العالم. وتصل حصة الصين من صادرات البضائع إلى 15 في المئة. كل ذلك جعل من استمرار الجائحة في ثاني أكبر اقتصاد في العالم مسألة تهم العالم بأسره.

صندوق النقد الدولي راجع توقعاته للنمو العالمي وخفضها إلى 2.7 في المئة في 2023. وعلى الرغم من وجود العديد من الدوافع وراء خفض توقعات النمو، فالأنباء القادمة من الاقتصاد الصيني تشكل إحدى أبرز الدوافع.

ما يحدث لهذا الاقتصاد يؤثر على كافة دول العالم، بدءاً من الأسواق المالية وأسعار النفط وسلاسل التوريد والشركات العالمية العاملة في الصين.

لقد تخلّت الصين عن انتهاج سياسة «صفر كوفيد» المكلفة وبدأت بتخفيف القيود وأعلنت في آخر خطواتها إنهاء إجراءات الحجر الصحي للقادمين. لكن الاقتصاد الصيني بات يتعرض لضغوط شديدة، حيث تجتاح موجة حالات كوفيد جميع أنحاء البلاد.

وقال الخبير الاقتصادي عضو المجلس الاستشاري في معهد تشارترد للأوراق المالية والاستثمار والمحلل المالي وضاح الطه لـ«CNN الاقتصادية»، «من المهم للغاية أن يبحث العالم عن حلول استباقية لأية كارثة أو وباء جديد، ومن هنا وضع المنتدى المالي العالمي مسألة التصدي للوباء المقبل على أجندته».

وأضاف «ما حدث خلال ثلاث سنوات من جائحة كورونا، وما يحدث اليوم في الصين يشير إلى الضرر الذي يمكن أن يخلقه أي وباء. فالصين اليوم هي صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وأكبر مصنّع وأكبر مستورد للنفط، ومصدر للسلع، وبالتالي فكل ذلك يجعل انكشاف العالم على الصين كبير جداً».

وأشار إلى أن الجائحة دفعت سريعاً إلى وصول معدلات النمو في الصين لمستويات متدنية مقارنة بما كانت تشهده قبل الجائحة، ففي عام الجائحة لم يتخطّ النمو الصيني 2.2 في المئة، وفي الأعوام المقبلة سيبقى النمو بين 3 في المئة و4 في المئة.

وأوضح الطه أن «الصين كانت بين نارين، فإما تستمر بسياسة صفر كوفيد المكلفة أو ترفع القيود، وبعد سنوات من المقاومة اتخذت القرار وخففت تلك القيود، لكن الإصابات زادت بطريقة دراماتيكية حيث وصلت في يوم واحد إلى 37 مليون إصابة».