رغم حجم التصعيد العسكري غير المسبوق بين إسرائيل وإيران، الذي شمل استخدام مئات الطائرات المقاتلة والمسيرات والصواريخ، فإن أسواق النفط لم تشهد ارتفاعات ضخمة كما حدث في حوادث سابقة، أبرزها الهجوم على منشآت أرامكو في بقيق وخريص عام 2019. في تعليقه لـCNN الاقتصادية، قال مستشار الطاقة في شركة «هوك إنيرجي» Hawk Energy، خالد العوضي، إن المقارنة بين الحدثين تُظهر تشابهاً واحداً فقط وهو «الارتفاع المؤقت في الأسعار»، مضيفاً «لكن في 2019، استُخدمت طائرتا درون فقط، ومع ذلك ارتفعت الأسعار بشكل ملحوظ بسبب توقف جزء من الإمدادات فعلياً.. أما اليوم فنحن أمام حرب شاملة بين دولتين، ولكن لم تُستهدف منشآت نفطية مباشرة، ما قلل من حدة رد فعل السوق».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
أوضح العوضي أن تأثير الضربة الإسرائيلية الأخيرة كان يستهدف بالأساس «رؤوساً بشرية» من القادة العسكريين الإيرانيين، ما يضعها في خانة الأهداف الجيوسياسية والعسكرية طويلة الأمد، وليست اقتصادية بالدرجة الأولى.
وعن حركة الأسعار، أشار إلى أن خام برنت ارتفع بشكل طفيف من مستويات 66 إلى 67 دولاراً للبرميل، مقارنة بالقفزة الكبرى خلال الأيام الأولى من الحرب الروسية الأوكرانية، التي رفعت الأسعار من نحو 90 إلى 120 دولاراً للبرميل بفارق 30 دولاراً.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وأضاف أن «أسواق النفط اليوم أكثر اطمئناناً، فالمعروض وفير، وهناك فائض من الإنتاج من دول أوبك وأوبك بلس، وهو ما قلل من مخاوف نقص الإمدادات. كما أن إسرائيل لم تقترب من أي بنية تحتية نفطية إيرانية، وهو ما كان ليؤدي إلى قفزة كبيرة في الأسعار لو حدث».
في المقابل، أشار إلى أن هجمات الحوثيين على منشآت أرامكو قبل أعوام تسببت حينها في نقص فعلي في الإمدادات تم تعويضه لاحقاً، ما يبرر الصدمة السريعة في السوق آنذاك.
خلاصة المشهد، وفق العوضي، أن «هذه حرب استباقية لها دوافع سياسية وجيوسياسية، وليست معركة على النفط.. لكن في حال تطور التهديد ليشمل مضيق هرمز أو منشآت نفطية كبرى، فسيكون هناك رد فعل مختلف تماماً من الأسواق».