تربع إيلون ماسك على كرسي القيادة لـ«تويتر» نعمة أمْ نقمة؟ الإجابة تعتمد، للأسف، على مزاج السيد ماسك.
تأثير ماسك على «تويتر» موضع الكثير من النقاش والجدل، حيث انقسمت الآراء حول ما إذا كان إيجابياً أم سلبياً بالنسبة للمنصة.
بصفته رجل أعمال ومليارديراً معروفاً بمشاريعه الطموحة مع شركات مثل «تسلا» و«سبيس إكس»، أصبح ماسك شخصية بارزة على وسائل التواصل الاجتماعي، لا سيما على «تويتر»، حيث لديه أكثر من 130 مليون متابع.
ويجادل البعض أن حضور ماسك على تويتر كان نعمة، حيث أدّت تغريداته إلى زيادة تفاعل المستخدمين، وجذب مستخدمين جدد، ولفتت انتباه الملايين إلى موضوعات مهمة.
بذل ماسك أيضاً جهوداً لتحسين تجربة المستخدم على المنصة من خلال تقديم ميزات مثل المحادثات المترابطة ووظائف البحث المحسّنة وأدوات الإشراف على المحتوى بشكلٍ أفضل، كما عززت سهولة الوصول إلى ماسك نفسه والتفاعل مع تغريداته وحتى تلقي رد منه في كثيرٍ من الأحيان، إعطاء المستخدمين إحساساً بالانتماء لمجتمع «تويتر»، وأثارت حوارات ومناقشات هادفة حول مواضيع مختلفة.
امتد تأثير ماسك خارج «تويتر» أيضاً، حيث إن تغريداته غالباً ما تجذب انتباه وسائل الإعلام الرئيسية، ما أدّى إلى وصول رسائله إلى جمهور أوسع، وأدّى ذلك إلى زيادة الوعي العام والنقاش حول قضايا مهمة مثل السيارات الكهربائية واستكشاف الفضاء والطاقة المتجددة، التي تعد في صميم مهام شركات ماسك.
مخاوف مشروعة
مع ذلك، هناك أيضاً مخاوف في محلها بشأن طبيعة مشاركة ماسك على تويتر. أحد الشواغل الرئيسية هو مركزية القوة التي تأتي مع حصة ماسك الكبيرة في المنصة، حيث لديه القدرة على تشكيل الحوار والتلاعب بالرأي العام.
أثار هذا مخاوف بشأن التحيز المحتمل والرقابة والمعلومات المضللة، وما إذا كانت هيمنة ماسك على تويتر يمكن أن تخنق وجهات النظر المتنوعة وتعوق قدرة المنصة على العمل كمساحة مفتوحة وديمقراطية للتعبير الحر.
مصدر قلق آخر هو احتمال تضارب المصالح، حيث غالباً ما تتعلق تغريدات ماسك بشركاته وآرائه الشخصية، وقد أدّى ذلك إلى تساؤلات حول موضوعية تغريداته وما إذا كان من الممكن أن تؤثّر على أسعار أسهم شركاته أو تخلق مزايا غير عادلة لمصالحه التجارية.
لذلك، عبّر بعض المستخدمين عن مخاوفهم من أن تغريدات ماسك قد تطمس الخط الفاصل بين الأخبار والمحتوى الترويجي، ما قد يعرض سلامة النظام الأساسي للمنصة للخطر.
علاوة على ذلك، أثار سلوك ماسك على وسائل التواصل الاجتماعي انتقادات واسعة، حيث عُرف عنه الانخراط في نزاعات «تويتر»، والإدلاء ببيانات مثيرة للجدل. يمكن أن يلفت هذا السلوك انتباهاً سلبياً، ويلحق الضرر بسمعة رجل الأعمال، وتكون له عواقب سلبية على أعماله.
ما لا جدال فيه هو أن إمساك ماسك بزمام القيادة في «تويتر» موضوع شائك.
وعلى الرغم من أن وجوده على المنصة أدّى إلى تفاعل عالٍ بين المستخدمين، وجذب الانتباه إلى موضوعات مهمة، وعزز المحادثات الهادفة، فإن هناك مخاوف بشأن مركزية القوة، وتضارب المصالح، والسلوك المثير للجدل.
وكما هو الحال مع أي شخصية مؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي، فإن مشاركة ماسك في «تويتر» لها جوانب إيجابية وسلبية، وسيكون من المهم دراسة وتقييم نتائج أفعاله على المنصة بعناية.
حسين دجاني شريك في شركة استشارية، ومتخصص في التسويق وتجربة العملاء، شغل منصب المدير التنفيذي لـDigital Transformation & CX لدى شركة «نيسان موتور» في إفريقيا والشرق الأوسط والهند وتركيا.
الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر «CNN الاقتصادية».