لطالما تحدَّث الرئيس دونالد ترامب عن التعريفات الجمركية، لكن ما كشفه مؤخراً يعد التصور الأكثر وضوحاً حتى الآن حول خطته الاقتصادية المستقبلية، ورغم تصريحاته المتكررة حول فرض تعريفات جديدة، فإن التفاصيل المتعلقة بتوقيت التنفيذ ونطاقه لا تزال غير واضحة تماماً، فهل ستتحول تهديدات ترامب إلى واقع اقتصادي يؤثر على الأسواق الأميركية والعالمية؟
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
ظل الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتحدث عن التعريفات الجمركية منذ فترة طويلة لدرجة أن البعض يظن أنه يعرف تماماً ما سيحدث، لكن الواقع يظهر أن الأمور ما زالت غامضة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
ترامب قدّم أرقاماً مألوفة أكثر من مرة، مثل فرض تعريفات بنسبة 25% على جميع الواردات من المكسيك وكندا، و10% إلى 60% على المنتجات الصينية، إلى جانب تعريفات تتراوح بين 10% و20% على باقي الواردات، لكنه في الوقت نفسه أعلن عن تعريفات جديدة وألغى بعضها كما حدث مع كولومبيا في نزاع تجاري استمر 10 ساعات فقط.
رغم ذلك، يبقى توقيت تنفيذ هذه السياسات ونطاقها غير واضحين، ويعود ذلك إلى تناقض التصريحات بين ترامب وإدارته حول التفاصيل، إضافةً إلى تراجعه أحياناً عن بعض خططه الأكثر صرامة.
لكن يوم الاثنين، خلال خطاب أمام أعضاء مجلس النواب الجمهوريين، أوضح ترامب ملامح خطته الجمركية بشكل أكبر، محدداً بعض السلع التي ستخضع للتعريفات أولاً، وقال: «سنركز على الأدوية وأشباه الموصلات والصلب وبعض الصناعات الأخرى، وستشهدون خطوات ملموسة، الطريقة الوحيدة لتجنب دفع هذه الضرائب هي بناء مصانعكم هنا في أميركا».
استراتيجية متدرجة وتحديات التنفيذ
توضح تصريحات ترامب أنه يعتزم البدء بفرض تعريفات على سلع بارزة ثم توسيع القائمة تدريجياً، كما حدث في مواجهته القصيرة مع كولومبيا، حيث بدأ بتعريفات بسيطة ثم زادها تدريجياً.
لكن وزير الخزانة الجديد، سكوت بيسنت، أبدى تفضيله نهجاً مختلفاً، وفقاً لتقارير صحفية، يخطط بيسنت لبدء التعريفات بمعدل 2.5% ثم زيادتها تدريجياً، غير أن ترامب رفض هذا الاقتراح قائلاً: «هذا غير مقبول بالنسبة لي»، مشيراً إلى رغبته في فرض تعريفات «أكبر بكثير».
الآثار المحتملة للتعريفات
تشمل الخطة الجمركية العديد من الصناعات الحساسة، وأبرز أمثلتها الآتي:
الأدوية
في العام الماضي، بلغت قيمة الواردات الأميركية من الأدوية 229 مليار دولار، وكانت أيرلندا أكبر مصدر لهذه المنتجات، تليها الصين. فرض تعريفات على الأدوية قد يتعارض مع وعود ترامب بتخفيض أسعار الأدوية.
أشباه الموصلات
تُستخدم هذه المكونات في الأجهزة الإلكترونية والسيارات، وبلغت قيمة الواردات الأميركية منها 126 مليار دولار، أي تعريفات عليها قد ترفع أسعار السلع الإلكترونية على المستهلك الأميركي.
الصلب
رغم فرض تعريفات جمركية سابقة خلال إدارة ترامب الأولى ومضاعفتها في عهد بايدن، لم تؤدِّ هذه الإجراءات إلى تعزيز صناعة الصلب المحلية، حيث ما زالت تعاني شركات مثل «يو إس ستيل».
تبعات التعريفات على المستهلكين والاقتصاد
تفرض التعريفات الجمركية تكلفة إضافية على الشركات المستوردة التي غالباً ما تمرر هذه التكلفة إلى المستهلكين. ومع اقتراب الأول من فبراير، الموعد الذي حدده ترامب لبدء تطبيق التعريفات على المكسيك وكندا والصين، لا يزال التأثير النهائي لهذه السياسات على الاقتصاد الأميركي غامضاً.
ورغم ذلك، تُظهر تجربة ترامب مع كولومبيا ومواقف سابقة أنه يستخدم التهديد بالتعريفات كأداة تفاوضية لجلب الدول إلى طاولة المفاوضات.
واختتم ترامب تصريحاته المثيرة بوصف كلمة «تعريفة» بأنها «رابع أجمل كلمة في القاموس»، بعد «الله»، و«الحب»، و«الدين»، ورغم أن تصريحاته لا تعني بالضرورة التنفيذ الفوري للتعريفات، فإن الحديث عن هذا الملف سيستمر خلال الأشهر والسنوات المقبلة.