تشهد مدينة نويفو لاريدو، أهم معبر تجاري بين المكسيك والولايات المتحدة، صراعاً بين الازدهار الاقتصادي والعنف الدامي، فبينما كان كبار رجال الأعمال يحتفلون بافتتاح جسر سكك حديدية دولي بقيمة 100 مليون دولار، كانت شوارع المدينة نفسها مسرحاً لمعارك شرسة بين الجيش المكسيكي وكارتل «الشمال الشرقي» بعد اعتقال أحد كبار قادته. ومع مرور 3 ملايين شاحنة سنوياً عبر هذه المدينة، أصبح العنف مصدر قلق كبير لرجال الأعمال، حيث يفضل الكثيرون تجنبها بالكامل، مثل مستثمر من مونتيري قال: «أفضّل الطيران إلى تكساس بدلاً من المخاطرة بالقيادة عبرها».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
في مواجهة تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض تعريفات جمركية بنسبة 25% على جميع الصادرات المكسيكية، تعهَّدت رئيسة المكسيك كلوديا شينباوم بإرسال 10,000 جندي من الحرس الوطني إلى الحدود لمنع تهريب مخدر الفنتانيل الذي يُعتبر أكبر مصدر للوفيات بين الشباب الأميركيين.
لكن الخبراء يشككون في فاعلية هذه الخطوة؛ نظراً لطبيعة الفنتانيل شديدة التركيز، حيث يمكن تهريب إمداد عام كامل داخل بضع شاحنات صغيرة فقط.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وقال الخبير الأمني المكسيكي إدواردو غيريرو: «الحكومة كانت متساهلة مع الجريمة في البداية، لكنها فُوجئت عندما حاولت مكافحتها لتكتشف أنها تحارب وحشاً أكبر مما توقعت».
هل ستسمح المكسيك بتدخل عسكري أميركي؟
الأزمة تصاعدت بعد أمر تنفيذي من البيت الأبيض وصف الحكومة المكسيكية بأنها «في تحالف لا يُحتمل» مع الكارتلات، وهو ما ردت عليه شينباوم بغضب، واصفة التصريحات بأنها «افتراء من البيت الأبيض».
ووسط توقعات باتفاقيات غير مُعلنة بين شينباوم وترامب، بدأت الولايات المتحدة في تصعيد تهديداتها بالتدخل العسكري، حيث وقَّع ترامب أمراً تنفيذياً بتصنيف الكارتلات كـ«منظمات إرهابية أجنبية»؛ ما قد يمهّد لعقوبات اقتصادية أو حتى عمليات عسكرية.
وقال وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث: «كل الخيارات مطروحة على الطاولة».
وفي استطلاع رأي، أبدى معظم المكسيكيين استعدادهم لقبول دعم عسكري أميركي يشمل تمويلاً وتدريباً وتجهيزات، لكنهم رفضوا بشكل قاطع وجود قوات أميركية على الأرض.
وفي الوقت الذي يراقب فيه العالم تطورات هذه المواجهة، يبقى السؤال: هل ستخضع المكسيك لضغوط ترامب؟ أم أنها ستتمكن من استعادة سيادتها دون تدخل خارجي؟