حملة ترامب وماسك لتسريح الموظفين تصل مسؤولي الضرائب وعلماء الفضاء

تسريحات جماعية تطول ناسا والجهات المالية بأمر من إدارة ترامب وماسك (شترستوك)
 ترامب وماسك يقودان أكبر حملة تسريح في تاريخ الحكومة الأميركية
تسريحات جماعية تطول ناسا والجهات المالية بأمر من إدارة ترامب وماسك (شترستوك)

بدأت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الثلاثاء تنفيذ حملة واسعة لتسريح آلاف الموظفين الحكوميين، مستهدفة مسؤولي الضرائب والمنظمين المصرفيين وعلماء الفضاء، في خطوة غير مسبوقة لإعادة هيكلة الخدمة المدنية في الولايات المتحدة.

وجاءت هذه الإجراءات بعد أن منح ترامب ثقته ودعمه الكامل للملياردير إيلون ماسك، الذي يتولى إدارة «وزارة كفاءة الحكومة» (DOGE).

ومنذ تنصيب دونالد ترامب الشهر الماضي، أطلق ماسك حملة شاملة لخفض الوظائف في الوكالات الفيدرالية، التي يصفها الجمهوريون بأنها «فاسدة وغير موالية بما يكفي لترامب».

مخاوف متنامية

أكد ترامب، دون تقديم أدلة، أن هذه الخطة ستوفر «مئات المليارات من الدولارات»، بينما أعلنت إدارة ماسك أنها وفرت حتى الآن 55 مليار دولار، وهو مبلغ لا يتجاوز واحداً في المئة من إجمالي الميزانية الفيدرالية السنوية البالغة 6.7 تريليون دولار.

في المقابل، يرى الديمقراطيون أن ترامب يبالغ في استخدام سلطته التنفيذية، متهمين إدارته بتقليص البرامج الحكومية الأساسية على حساب العائلات الأميركية من الطبقة المتوسطة.

كما أعربوا عن قلقهم من النفوذ غير المسبوق لماسك، الذي يقال إنه حصل على وصول غير مقيد إلى بيانات حكومية حساسة.

تسريحات تشمل ناسا ومؤسسات مالية

امتدت موجة التسريحات إلى وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، إذ من المتوقع أن يفقد ألف موظف، من بينهم علماء صواريخ، وظائفهم، وفقاً لمصادر مطلعة، وبالفعل أكد أحد موظفي الوكالة، الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، أن «الناس خائفون ولا يجرؤون على الاعتراض».

أما في وزارة الخزانة، فقد تم تحديد 7500 موظف في دائرة الإيرادات الداخلية للتسريح، بينما فصلت مؤسسة التأمين على الودائع الفيدرالية عدداً غير معروف من الموظفين الجدد، ومن المتوقع أيضاً أن يشمل التسريح وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية ووزارة الأمن الداخلي.

معركة قانونية مستمرة

تواجه حملة التسريحات الفيدرالية عشرات الدعاوى القضائية، إذ شهدت المحاكم نتائج متباينة بشأن صلاحيات ماسك، وفي إحدى القضايا المهمة، رفضت القاضية الفيدرالية تانيا تشوتكان طلباً بتجميد عمليات التسريح، لكنها أبدت قلقها بشأن «السلطة غير المقيدة لفرد غير منتخب وكيان لم يُنشأ من قِبل الكونغرس»، بحسب قولها.

كما أبدى الديمقراطيون في الكونغرس استياءهم من عدم استجابة الوكالات الحكومية لطلباتهم بالحصول على معلومات، واصفين الوضع بأنه «غير طبيعي على الإطلاق».

ترامب يعزز سلطاته التنفيذية

وسع ترامب سلطاته يوم الثلاثاء بإصدار أمر رئاسي يمنح البيت الأبيض إشرافاً مباشراً على وكالات مستقلة مثل لجنة التجارة الفيدرالية ولجنة الاتصالات الفيدرالية ولجنة الأوراق المالية والبورصات، متهماً إياها بممارسة «سلطة هائلة دون رقابة رئاسية».

من ناحية أخرى، تتزايد التساؤلات حول تضارب المصالح المحتمل في ظل استمرار تحقيقات اتحادية ضد شركات ماسك، من بينها «نيورالينك» المتخصصة في زراعة شرائح الدماغ.

وقد أكد ترامب أنه لن يسمح لماسك بالمشاركة في أي قرارات حكومية تتعلق بالفضاء، ما يثير المزيد من الغموض حول مستقبل هذه الشراكة غير التقليدية بين الحكومة ورجل الأعمال الشهير.

(رويترز)