على عكس الصين.. عدد سكان هونغ يرتفع للعام الثالث على التوالي

زائر أجنبي يتجول في شارع تونغ تشوي في منطقة مونغ كوك في هونغ كونغ، رويترز.
على عكس الصين.. ارتفاع عدد سكان هونغ كونغ في 2024
زائر أجنبي يتجول في شارع تونغ تشوي في منطقة مونغ كوك في هونغ كونغ، رويترز.

ارتفع عدد سكان هونغ كونغ بنسبة 0.1 في المئة عام 2024 إلى أكثر من 7.53 مليون نسمة، وهو العام الثالث على التوالي من الزيادة، حيث شهد المركز المالي الآسيوي زيادة في عدد المواليد الجدد وارتفاعاً في عدد الأشخاص الذين ينتقلون إلى المدينة.

تأتي الزيادة في الوقت الذي تحاول فيه المنطقة الإدارية الخاصة التابعة للصين تعزيز اقتصادها وإحياء جاذبيتها الدولية بعد ثلاث سنوات من قيود كوفيد الصارمة التي انتهت عام 2023.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

وقالت الحكومة في بيان، إن الارتفاع رجع بشكل أساسي إلى تدفق صافٍ من المهاجرين بلغ 21 ألف شخص، بالإضافة إلى ارتفاع بنسبة 11 في المئة في عدد المواليد الجدد إلى 36700 مولود.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

وقالت الحكومة، «نجحت التدابير المختلفة لجذب المواهب واستيراد العمالة، حيث انتقل العديد من الأشخاص إلى هونغ كونغ من الصين وأماكن أخرى حول العالم طوال عام 2024».

يأتي ارتفاع عدد سكان هونغ كونغ بعد انخفاض عدد سكان الصين للعام الثالث على التوالي عام 2024، وتسبب انكماش عدد السكان في الصين في تضرر الاقتصاد وتراجع سوق العقارات.

وتشهد الصين تراجعاً مستمراً في أعداد الزيجات والمواليد، ما يزيد مخاوف بكين من اقتراب أزمة ديموغرافية، خاصةً مع تحذير الخبراء من التداعيات الاقتصادية الحادة المترتبة على شيخوخة السكان وانكماش القوى العاملة.

وسجّلت الصين العام الماضي أقل عدد من الزيجات منذ بدء الإعلان عن هذا النوع من التقارير، ليستمر مسلسل التراجع في حالات الزواج الذي يمتد لنحو عقد من الزمان.

وفقاً للبيانات الصادرة الأسبوع الماضي عن وزارة الشؤون المدنية الصينية، شهدت البلاد نحو 6.1 مليون حالة زواج عام 2024، وهو انخفاض بنسبة 20.5 في المئة عن العام السابق، ويمثّل هذا أدنى مستوى قياسي منذ بدأت الوزارة في إصدار الإحصاءات عام 1986.

ويشكّل انخفاض الزيجات والمواليد تحدياً شديداً لبكين، حيث تواجه ضغوط القوى العاملة المتقلصة والشيخوخة السكانية السريعة في اقتصاد متباطئ بالفعل.

ويقل عدد زيجات 2024 عن نصف الـ13 مليون عقد زواج التي شهدتها الصين عام 2013.

وانخفض عدد السكان في سن العمل بين 16 و59 عاماً، بمقدار 6.83 مليون العام الماضي، بينما استمر عدد السكان الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً في الزيادة، ليشكّلوا 22 في المئة من إجمالي السكان.

ولعكس هذا الانحدار في عدد الزيجات طرح المسؤولون الصينيون مجموعة من التدابير، بداية من الحوافز المالية إلى الحملات الدعائية، ونظّم المسؤولون فعاليات مواعدة، وحفلات زفاف جماعية، وحاولوا الحد من تقليد دفع «مهر العروس» الكبير من العريس إلى أسرة زوجته المستقبلية، الذي جعل الزواج بعيداً عن متناول العديد من الرجال الفقراء في المناطق الريفية.

ووزعت بعض الحكومات المحلية حوافز نقدية للأزواج الشباب.

منذ عام 2022، أطلقت جمعية تنظيم الأسرة الصينية برامج لدعم «ثقافة الزواج والإنجاب في عصر جديد»، وقامت عشرات المدن بالترويج للقيمة الاجتماعية للإنجاب وتشجيع الشباب على الزواج والإنجاب في «سن مناسب».

لكن حتى الآن فشلت هذه السياسات في إقناع الشباب الصيني الذين يعانون ارتفاع معدلات البطالة وارتفاع تكاليف المعيشة.

ويرجع الانخفاض في كل من الزيجات والمواليد جزئياً إلى عقود من السياسات المصممة للحد من النمو السكاني في الصين، ما أدى إلى انخفاض عدد الشباب في سن الزواج، وفقاً للمسؤولين وعلماء الاجتماع الصينيين.

وفي عام 2015 أعلنت الصين إنهاء سياسة الطفل الواحد التي استمرت عقوداً من الزمان، ما سمح للأزواج بإنجاب طفلين، ثم رفعت الحد المسموح إلى ثلاثة أطفال عام 2021، لكن معدلات الزواج والولادة استمرت في الانخفاض.

ويعد الاتجاه الهبوطي الشديد هو أيضاً نتيجة لتغير المواقف تجاه الزواج، خاصة بين الشابات اللائي أصبحن أكثر تعليماً واستقلالاً مالياً في مواجهة التقاليد الأبوية التي تتوقع أن تكون المرأة مسؤولة عن رعاية الأطفال والأعمال المنزلية.