فاز تكتل المعارضة المحافظ في ألمانيا بالانتخابات العامة، اليوم الأحد، لكن انقسام الأصوات أدى إلى تحقيق حزب البديل من أجل ألمانيا أفضل نتائجه على الإطلاق بانتزاع المركز الثاني، وهو ما سيضع فريدريش ميرز زعيم التكتل أمام محادثات صعبة لتشكيل ائتلاف حكومي.
ومن المزمع أن يتقلد ميرز منصب المستشار في وقت يعاني فيه أكبر اقتصاد في أوروبا من مشكلات مع وجود انقسام داخل المجتمع الألماني بشأن الهجرة.
وبعد انهيار الائتلاف الحكومي بقيادة أولاف شولتس، وعد ميرتس (69 عاماً) مؤيديه بأن تعمل حكومته على جعل ألمانيا «حاضرة في أوروبا مرة أخرى، حتى يلاحظ العالم أن ألمانيا تُدار مجددا بشكل جدير بالثقة».
وأضاف ميرز «اليوم سنحتفل، ومن الغد نبدأ العمل... العالم لن ينتظرنا».
ورحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفوز المحافظين، وقال في منشور على منصة تروث سوشيال «على غرار الولايات المتحدة، سئم الشعب الألماني من جدول أعمال يفتقر إلى المنطق السليم، ولا سيما بشأن الطاقة والهجرة، وذلك بعد أن ظل مهيمناً لسنوات كثيرة».
وبعد فترة شابتها سلسلة من الهجمات العنيفة التي اعتُقل على إثرها أشخاص من أصول مهاجرة، أشارت توقعات نشرتها قناة زد.دي.إف التلفزيونية الحكومية إلى أن تكتل المعارضة الذي يضم حزبي الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي فاز بنسبة 28.4 في المئة من الأصوات وتلاه حزب البديل من أجل ألمانيا بنسبة 20.4 في المئة.
وترفض جميع الأحزاب الرئيسية العمل مع حزب البديل من أجل ألمانيا الذي يعتبر نتيجة اليوم مجرد بداية فقط.
وقالت أليس فايدل الزعيمة المشاركة لحزب البديل من أجل ألمانيا أمام حشد من المؤيدين «لا تزال أيادينا ممدودة لتشكيل حكومة»، مضيفة «في المرة المقبلة سنحتل المركز الأول».
* محادثات تشكيل ائتلاف حكومي تنتظر ميرز
يتجه ميرز نحو محادثات ائتلافية من المرجح أن تستغرق وقتاً طويلاً دون وجود طرف قوي في المفاوضات، وعلى الرغم من أن تكتل المحافظين برز باعتباره التكتل الأكبر، فقد سجل ثاني أسوأ نتائجه في حقبة ما بعد الحرب.
لكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كان ميرتس سيحتاج إلى شريك واحد أو اثنين لتشكيل الأغلبية؛ إذ لا يزال مصير الأحزاب الأصغر حجماً مجهولاً وهو ما قد يؤدي إلى خلط الحسابات البرلمانية.
ومن المرجح أن يكون الائتلاف الثلاثي أكثر صعوبة في ما يتعلق بالإدارة، ما يعوق قدرة ألمانيا على إظهار قيادة واضحة.
وأشارت التوقعات إلى أن الحزب الديمقراطي الاجتماعي الذي ينتمي إليه شولتس حقق أسوأ نتائجه في الانتخابات منذ الحرب العالمية الثانية بحصده 16.4 في المئة من الأصوات، بينما حصل حزب الخضر على 12.3 في المئة. واعترف شولتس بأن النتيجة «مريرة».
وأظهرت استطلاعات رأي الناخبين بعد الخروج من مراكز الاقتراع أن نسبة المشاركة في التصويت بلغت 83 في المئة، وهي الأعلى منذ ما قبل إعادة توحيد ألمانيا في 1990.
* شولتس قائماً بالأعمال
ميرتس ليبرالي اقتصادي نجح في تحويل المحافظين إلى تيار اليمين، ويأتي على النقيض تماماً من المستشارة المحافظة السابقة أنجيلا ميركل التي قادت ألمانيا لمدة 16 عاماً.
كما يدعم ميرز بشكل مشروط تزويد أوكرانيا بصواريخ توروس بعيدة المدى، وهي خطوة ابتعدت عنها حكومة شولتس، ويرى أن أوروبا لديها أساس راسخ في حلف شمال الأطلسي.
وتأتي انتخابات اليوم بعد انهيار ائتلاف شولتس في نوفمبر تشرين الثاني الماضي والذي ضم الحزب الديمقراطي الاجتماعي وحزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر الداعم للسوق بسبب خلاف بشأن الإنفاق في الميزانية.
وقد تؤدي محادثات مستفيضة بشأن تشكيل ائتلاف حكومي إلى تولي شولتس تصريف الأعمال لشهور، ما سيؤخر سياسات تشتد الحاجة إليها لإنعاش الاقتصاد الألماني بعد تسجيله انكماشاً لعامين متتاليين ومع تكبد الشركات صعابا في مواجهة منافسين دوليين.
ومن شأن بقاء السلطة في أيدي حكومة تصريف أعمال لشهور أن يخلق فراغاً قيادياً في قلب القارة بينما تواجه مجموعة من التحديات، مثل تهديدات ترامب بإشعال حرب تجارية ومحاولاته التعجيل باتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا دون تدخل أوروبي.
ويبدو أن الألمان أصبحوا أكثر تشاؤماً حيال مستويات معيشتهم عن أي وقت مضى منذ الأزمة المالية في عام 2008.
كما أصبحت المواقف تجاه الهجرة أكثر تشدداً، وهو تحول بالغ في الرأي العام بألمانيا منذ ثقافة «الترحيب باللاجئين» خلال أزمة المهاجرين في أوروبا في عام 2015. وقاد حزب البديل من أجل ألمانيا ذلك التحول واستغله.
قال فريدريش ميرز المحافظ الفائز بالانتخابات الألمانية إن أولويته القصوى هي العمل نحو الوحدة في أوروبا من أجل مواجهة التدخل من الولايات المتحدة أو روسيا.
وذكر ميرز لقناة زد.دي.إف وهيئة الإذاعة والتلفزيون الألمانية (إيه.آر.دي) أنه ليس لديه أي أوهام بشأن التحديات في العلاقة مع الولايات المتحدة.
وأضاف «التدخلات من واشنطن لم تكن أقل حدة وفظاعة في نهاية المطاف من التدخلات التي رأيناها من موسكو»، في إشارة إلى الدعم الذي قدمه الملياردير الأميركي إيلون ماسك لليمين المتطرف في ألمانيا خلال الانتخابات.
أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الأحد، بانتصار المحافظين المعارضين بالانتخابات العامة في ألمانيا، ووصفه بأنه «يوم عظيم لألمانيا».
وحققت المعارضة من تيار يمين الوسط بالمركز الأول، وتلاها حزب البديل من أجل ألمانيا المنتمي إلى اليمين المتطرف الذي حقق أقوى نتائجه على الإطلاق.
وأشارت التوقعات التي نشرتها قناة (زد.دي.إف) التلفزيونية الحكومية إلى أن تكتل المعارضة الذي يضم حزبَي الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي فاز في الانتخابات بعد حصوله على 28.7 في المئة من الأصوات، وتلاه البديل من أجل ألمانيا بنحو 19.8 في المئة.
وكتب ترامب في منشور على منصة تروث سوشيال «مثل الولايات المتحدة، سئم الشعب الألماني من جدول أعمال يفتقر إلى المنطق السليم، ولا سيما بشأن الطاقة والهجرة. هذا يوم عظيم لألمانيا».