قال محمد أزموز، حلاق سوري الأصل يعيش في برلين ويبلغ من العمر 57 عاماً، إن الإدلاء بصوته لأول مرة في حياته، الأحد الماضي، كان شعوراً لا يوصف، لكن الارتفاع التاريخي في دعم حزب البديل من أجل ألمانيا، المناهض للهجرة، جعله يشعر بالقلق بشأن مستقبله.
وقال أزموز «لماذا هذه الكراهية؟ نحن نعمل، نحن لسنا عبئاً على المجتمع، فلماذا هذه الكراهية؟ نحن نحب الشعب الألماني».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
كانت سياسة اللجوء في ألمانيا إحدى أهم القضايا المطروحة في انتخابات هذا العام، ما دعم المحافظين واليمين المتطرف، ومنحهما المركزين الأول والثاني على التوالي.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وبسبب قلقه من أجواء العداء المتزايدة، وتكلفة المعيشة المرتفعة، أعطى أزموز صوته لحزب اليسار المتطرف «دي لينكا»، الذي خاض حملة لتعزيز العدالة الاجتماعية ووعد بمزيد من الدعم للأسر ذات الدخل المنخفض.
وقال أزموز «نفتقد الآن الأيام التي كانت فيها السيدة ميركل مسؤولة عن الحكومة، الآن أصبح كل شيء باهظ الثمن، يحتاج المرء إلى أن يركض ويركض دون أن يلحق بالركب أبداً».
في خضم الركود الاقتصادي، يشعر الألمان من أصول مهاجرة بالقلق بشأن أموالهم أكثر من بقية السكان، ووجدت دراسة حديثة أجراها معهد «ديزيم»، أن 63.4 في المئة من المهاجرين يشتركون في هذا القلق، مقارنة بـ46.7 في المئة من غير المهاجرين.
في الانتخابات الحالية كان أكثر من سبعة ملايين ألماني من أصول مهاجرة مؤهلين للتصويت، وهو رقم قياسي، ومئات الآلاف منهم من اللاجئين السابقين.
مهاجرون آخرون قالوا إنهم يشعرون بنفس مخاوف «أزموز» بشأن حالة الاقتصاد، لكن لم يصوتوا لليسار.
يعتقد محمد، الحلاق الأردني الذي لم يحصل على الجنسية بعد، أن ألمانيا لها الحق في حماية حدودها وسكانها، ويعترف بالأخطاء التي ارتكبتها الجالية المهاجرة، ويؤيد موقفاً أكثر صرامة بشأن المجرمين العنيفين، ويدعم القيود المفروضة على لم شمل الأسرة للاجئين، «لو كان هناك حزب (البديل لألمانيا) في بلادي الأصلية، كنت سأصوت له».
تاريخياً، كان الديمقراطيون الاجتماعيون في ألمانيا الأكثر شعبية بين المهاجرين، لأنهم يدافعون عن حقوق العمال والرفاهة الاجتماعية والتكامل بين الجميع، لكن حزب الديمقراطيين الاجتماعيين كان الخاسر الأكبر في هذا التصويت.
صوّت علاء الدين مهنا، وهو عامل سوري في مصنع يعيش في لودفيج سفيلد بالقرب من برلين، لصالح الحزب الديمقراطي الاجتماعي عام 2021، لكنه تراجع هذا العام بسبب سياسات الحزب المؤيدة لأوكرانيا، التي يقول إنها أضرت بالاقتصاد أيضاً.
يقول «مهنا»: «لا يوجد حزب يمثلني حقاً».
وقال إن الاقتصاد المتعثر كان أكبر مخاوفه في هذا التصويت، مضيفاً أن تصويته كان أيضاً سبب صعود حزب البديل لألمانيا.
وأضاف «أنا قلق بالطبع، أعرف أن المحافظين لن يشكّلوا ائتلافاً مع اليمين المتطرف، ولكن سيكون لديهم تأثير كبير كمعارضة وأنا قلق بشأن هذا».
وقال أزموز إنه يأمل أن يقود الزعيم الألماني القادم، فريدريش ميرز، البلاد نحو الرخاء، وقال «نأمل أن يرحم الحزب الذي تولى السلطة الناس، ليس اللاجئين فقط، بل كل المواطنين الألمان».