يوم المرأة العالمي.. نساء مصريات يلهمن المجتمع

في تغطية ليوم المرأة العالمي، التقت «CNN الاقتصادية» مجموعة من النساء المصريات اللائي يُقدمن مبادرات مبتكرة تهدف إلى تغيير واقع المرأة في مصر.

من بين هؤلاء، برزت كريمة الحكيم، رائدة الأعمال المصرية التي تنشط في مجال الشركات الناشئة دون امتلاكها أو تأسيسها شركة ناشئة بنفسها؛ إذ تتولى إدارة «بلاج أند بلاي»، التي تُعد أول شركة عالمية تُطبق فكرة المكاتب المشتركة مقابل حصص في الشركات، وكانت حاضنة لعلامات تجارية كبرى مثل دروب بوكس.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

ترتكز رؤية الحكيم بشكل واضح على الدور الحيوي لريادة الأعمال في تطوير واقع المرأة، مؤكدة أن «الشركات الناشئة قادرة على تغيير واقع رائدات الأعمال وتمكينهن من الوصول إلى المال والثروة، إلا أن للنساء المستهلكات دوراً كبيراً في تغيير أوضاع أسرهن ومجتمعاتهن عبر الاستهلاك».

وفي هذا السياق يشير مفهوم الاستهلاك إلى استخدام منتجات غير تقليدية، خاصة تلك المتعلقة بالتكنولوجيا والتكنولوجيا المالية، مع الإشارة إلى أن تطبيقات الدفع الإلكتروني والمحافظ الرقمية بدأت تشق طريقها في مصر منذ نحو عشرة أعوام.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

كما تثني الحكيم، التي تشغل أيضاً عضوية اللجنة الاقتصادية بالمجلس القومي بمصر –وهي هيئة حكومية تهدف إلى تحسين أوضاع المرأة– على تطبيق «تحويشة»، الذي يمنح النساء في القرى والنجوع والمناطق المحرومة فرصة تحقيق الشمول المالي.

ولا تغفل الحكيم التي يقع مكتبها في مركز إبداع مصر الرقمية “كرييتيفا” في قصر السلطان حسين كامل بالقاهرة، أن الوضع على الارض مختلف كلياً. ففي النجوع والقرى لا تتمتع أغلب النساء بمدخرات ويعيشن على هامش النظام المصرفي.

ويُعرف الشمول المالي بضم الأفراد غير المتعاملين مع البنوك ضمن منظومة المصارف، أو على الأقل تمكينهم من امتلاك محفظة إلكترونية لإجراء المعاملات المالية دون الحاجة لاستخدام النقد.

وبحسب بيانات البنك المركزي المصري، ارتفع عدد النساء اللائي يمتلكن منتجات مصرفية من 5.9 مليون سيدة في عام 2016 إلى 23.3 مليون سيدة في عام 2024.

وفي سياق متصل بدأت داليا سمير نشاطها في مجال الهيدروجين الأخضر عام 2022، تزامناً مع تنظيم مصر مؤتمر كوب 27 في مدينة شرم الشيخ وبداية اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها على إمدادات الطاقة، وقد أسست سمير مع مجموعة من الشركاء شركة «هيدروجين مصر»، التي تسعى للتموضع في سوق الهيدروجين الأخضر، مع تطلعات لأن تصبح لاعباً رئيسياً في هذا المجال وتنظيم نقل الهيدروجين بين مصر وأوروبا.

وتُعبّر سمير عن اهتمامها العميق بالاستدامة من خلال وضع دبوس أهداف الاستدامة ذات الألوان السبعة عشرة التي اعتمدتها الأمم المتحدة عام 2015 على صدرها، معتبرةً أن المرأة تُعد محركاً أساسياً للوصول إلى صفر انبعاثات أو تقليل الانبعاثات الكربونية، وتشير إلى أن المرأة هي التي تتعرض لأضرار الوقود الأحفوري بأنواعه أثناء الطهي، كما أنها قادرة على تغيير سلوك أبنائها وتربيتهم على احترام البيئة ومبادئ الاستدامة.

وتؤكد سمير أن عدداً قليلاً من النساء على دراية بوقود الهيدروجين الأخضر حتى اليوم، ما يستدعي تكثيف جهود التوعية بأهداف ونتائج الاستدامة، يُعرف الهيدروجين الأخضر بأنه نتاج تمرير تيار كهربائي عبر الماء لاستخلاص الهيدروجين، ويُضفى عليه اللون الأخضر في حال كانت الطاقة المستخدمة نظيفة، مثل تلك المستمدة من الرياح أو الشمس أو اندفاع المياه.

وترى سمير أن للمرأة دوراً كبيراً في حماية البيئة إذا تم استغلال دورها كمربية، سواء في المنزل أو في المدارس، لتوعية الأبناء والتلاميذ بمخاطر الوقود الأحفوري وأضراره على البيئة؛ وهو ما سيسهم في ظهور جيل واعٍ بمشكلات البيئة وحلول الاستدامة خلال العشرين إلى الأعوام الثلاثين المقبلة.