اقتصادات النمور الآسيوية في 2025.. البقاء في دائرة النمو مهدد

عامل في كوريا مصنع بكوريا الجنوبية حيث تشهد بلاده ارتباك سياسي (رويترز)
اقتصادات النمور الآسيوية في 2025.. البقاء في دائرة النمو مهدد
عامل في كوريا مصنع بكوريا الجنوبية حيث تشهد بلاده ارتباك سياسي (رويترز)

شهدت اقتصادات النمور الآسيوية —كوريا الجنوبية، وتايوان، وسنغافورة، وهونغ كونغ— في 2024 عاماً مليئاً بالتحديات الاقتصادية، مع تباطؤ معدلات النمو وتزايد الضغوط العالمية التي أثرت على القطاعات الحيوية لهذه الدول، وعلى الرغم من ذلك، أظهرت الحكومات مرونة في تبني استراتيجيات جديدة للحفاظ على تنافسيتها.

تباطؤ النمو وسط التحديات العالمية

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

سجلت كوريا الجنوبية نمواً اقتصادياً بنسبة 2.6% في 2025، متأثرة بتراجع الطلب العالمي على الإلكترونيات والسيارات، ما أضعف قطاعَي الصادرات والتصنيع، بالتزامن مع أزمة سياسية طاحنة بطلها رئيس البلاد والمحكمة الدستورية.

وفي تايوان، التي تعتمد بشكل كبير على صناعة أشباه الموصلات، بلغ معدل النمو 2.4% وسط تقلبات السوق والتوترات الجيوسياسية في المنطقة.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

أما سنغافورة وهونغ كونغ، فقد شهدتا تباطؤاً في قطاع الخدمات المالية، نتيجة التغيرات في السياسات النقدية العالمية وتباطؤ تدفقات الاستثمار الأجنبي، ومع ذلك، تعمل الدولتان على إعادة هيكلة اقتصادهما لتعزيز الابتكار وجذب استثمارات جديدة.

تحديات رئيسية تهدد النمو

تواجه اقتصادات النمور الآسيوية عدة عقبات قد تؤثر على أدائها المستقبلي، أبرزها:

التوترات التجارية العالمية: استمرار النزاعات بين القوى الاقتصادية الكبرى أدى إلى اضطرابات في سلاسل التوريد، ما أثر على صادرات هذه الدول.

التغيرات الديموغرافية: تعاني بعض الاقتصادات، مثل كوريا الجنوبية، من ارتفاع معدلات الشيخوخة، ما يزيد الأعباء على أنظمة الرعاية الاجتماعية.

المنافسة الإقليمية: تصاعد دور دول آسيوية ناشئة، مثل فيتنام وماليزيا، في جذب الاستثمارات الصناعية، ما زاد من الضغوط على الاقتصادات التقليدية.

استراتيجيات المواجهة والتكيف

لمواجهة هذه التحديات، تبنت النمور الآسيوية سياسات اقتصادية تهدف إلى تعزيز الاستدامة والتنوع الاقتصادي، ومن أبرزها (الاستثمار في التكنولوجيا والابتكار: تعزيز البحث والتطوير في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الخضراء لدعم القطاعات المستقبلية، وتنويع مصادر النمو: التركيز على قطاعات جديدة مثل التكنولوجيا المالية والسياحة المستدامة لتعويض تراجع بعض الصناعات التقليدية، وتعزيز الشراكات الإقليمية: الانضمام إلى اتفاقيات تجارية جديدة لتوسيع الأسواق وتعزيز مرونة الاقتصاد أمام الأزمات العالمية).

مستقبل اقتصادي مرهون بالإصلاحات

رغم التحديات، لا تزال النمور الآسيوية تسعى للحفاظ على موقعها كمراكز اقتصادية رئيسية في آسيا والعالم، عبر تطوير سياسات مبتكرة لمواكبة التغيرات العالمية، ويبدو أن 2025 سيكون عاماً محورياً في تحديد اتجاهات النمو لهذه الاقتصادات، وسط تطورات سياسية واقتصادية متسارعة.