قالت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني إن الإدارة الأميركية الجديدة بدأت حرباً تجارية عالمية من شأنها أن تخفّض معدل النمو الاقتصاد العالمي والأميركي وتدفع التضخم في الولايات المتحدة للارتفاع وتؤخر تخفيضات أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي. وتوقعت الوكالة تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي إلى 2.3 في المئة هذا العام، وهو معدل أقل بكثير من الاتجاه السائد، ومن 2.9 في المئة عام 2024.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وخفّضت الوكالة بهذا توقعاتها لنمو الاقتصاد العالمي بنسبة 0.3 نقطة مئوية، ما يعكس انخفاضاً واسع النطاق في التوقعات للاقتصادات المتقدمة والناشئة.
وبحسب الوكالة، فإن نمو الاقتصاد العالمي سيظل ضعيفاً عند 2.2 في المئة عام 2026.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
الاقتصاد الأميركي في مهب الريح
سيكون الاقتصاد الأميركي أول المتضررين من
الرسوم الجمركية التي تفرضها إدارة الرئيس دونالد ترامب، إذ خفّضت فيتش توقعاتها لنمو الاقتصاد الأميركي لعام 2025 إلى 1.7 في المئة مقابل 2.1 في المئة كانت تتوقعها في تقرير التوقعات الاقتصادية الصادر في ديسمبر كانون الأول.
كما خفّضت الوكالة التوقعات لنمو الاقتصاد الأميركي لعام 2026 إلى 1.5 في المئة مقابل 1.7 في المئة كانت تتوقعها سابقاً.
وقالت إن هذه المعدلات أقل بكثير من الاتجاه العام، وهي أقل من نسبة النمو السنوي التي بلغت نحو 3 في المئة في عامي 2023 و2024.
وفرضت إدارة ترامب رسوماً جمركية تتراوح بين 10 و25 في المئة على واردات بعض السلع من الصين والمكسيك وكندا، ما دفع هذه البلدان للرد بالمثل.
وستؤدي زيادات الرسوم الجمركية إلى ارتفاع أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة، وخفض الأجور الحقيقية ومن ثَمَّ تنخفض وتيرة خفض الفائدة في أميركا، كما ستزيد تكاليف الشركات وتتفاقم حالة عدم اليقين الذي سيؤثّر سلباً في استثمارات الأعمال، وفق
فيتش.
ويجتمع الفيدرالي الأميركي، اليوم، ومن المتوقع أن تبقى أسعار الفائدة بين 4.25 في المئة و4.50 في المئة، وهو مستوى لم يتغير منذ ديسمبر كانون الأول 2024.
وستؤثّر الإجراءات الانتقامية سلباً في المُصدرين الأميركيين، كما ستتأثر الشركات المُصنّعة العالمية الموجّهة للتصدير في شرق آسيا وأوروبا.
وتقول فيتش إن التوقعات تشير إلى أن زيادات الرسوم الجمركية ستخفّض الناتج المحلي الإجمالي بنحو نقطة مئوية واحدة في الولايات المتحدة والصين وأوروبا بحلول عام 2026.
ارتفاع مذهل في حجم الرسوم الأميركية
وتصف فيتش حجم واتساع زيادة الرسوم الجمركية الأميركية منذ يناير كانون الثاني وحتى الآن بأنه «مذهل».
وارتفع معدل الرسوم الجمركية الفعلي في الولايات المتحدة بالفعل إلى 8.5 في المئة من 2.3 في المئة في عام 2024، ومن المرجح أن يرتفع أكثر.
وتفترض فيتش فرض معدل رسوم جمركية فعلي بنسبة 15 في المئة على أوروبا وكندا والمكسيك ودول أخرى عام 2025 و35 في المئة على الصين.
وقالت إن هذا سيدفع معدل الرسوم الجمركية الفعلي في الولايات المتحدة إلى 18 في المئة هذا العام قبل أن يتراجع إلى 16 في المئة العام المقبل مع انخفاض معدل الرسوم الجمركية الفعلي في كندا والمكسيك إلى 10 في المئة، لكنه سيكون هذا أعلى معدل منذ 90 عاماً.
وسيخفف التيسير المالي في الصين وألمانيا من تأثير ارتفاع الرسوم الجمركية الأميركية على الواردات، إلّا أن النمو في منطقة اليورو هذا العام سيظل أضعف بكثير مما كان متوقعاً في تقرير توقعات الاقتصاد العالمي الصادر في ديسمبر.
وستشهد المكسيك وكندا ركوداً فنياً نظراً لحجم تعرضهما التجاري للولايات المتحدة.
وقالت وكالة فيتش إنها خفّضت توقعاتها السنوية لعام 2025 بمقدار 1.1 نقطة مئوية و0.7 نقطة مئوية على التوالي.