ثروة 17 مليار دولار و106 أبناء.. مؤسس تليغرام يفاجئ العالم بوصية غير مسبوقة

بافيل دوروف مؤسس تيليغرام,, (أرشيفية)
ثروة 17 مليار دولار و106 أبناء.. مؤسس تليغرام يفاجئ العالم بوصية غير مسبوقة
بافيل دوروف مؤسس تيليغرام,, (أرشيفية)

أعلن الملياردير الروسي بافيل دوروف، مؤسس تطبيق تليغرام، عن خطة خلافة غير عادية في ثروته البالغة 17.1 مليار دولار، حيث  سيتم تقسيمها بين 6 من أبنائه البيولوجيين، بالإضافة إلى 100 طفل آخر أنجبهم من خلال التبرع بالحيوانات المنوية على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية.

وفي مقال بصحيفة «لو بوان» الفرنسية، ذكر الملياردير البالغ من العمر 40 عاماً، أن وصيته ستشمل جميع أطفاله الـ106 على قدم المساواة، بغض النظر عما إذا كانوا بيولوجيين أم لا.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

وقال مؤسس تليغرام «إنهم جميعاً أبنائي وسيكون لهم جميعاً نفس الحقوق»، مشيراً إلى أنه لن يتمكن أيٌّ من ورثته من الوصول إلى الأموال لمدة 30 عاماً، معلقاً «أريدهم أن يعيشوا كأشخاص عاديين، وألا يعتمدوا على حساب مصرفي».

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

وحظيت حياة دوروف الخاصة أيضاً ببعض الاهتمام، فقد رفعت والدة أطفاله الثلاثة شكاوى عديدة ، متهمةً إياه بالإهمال المالي، والتقليل من شأن حياته المزدوجة الخفية، وحتى إساءة معاملة الأطفال، ونفى دوروف كل الاتهامات قائلاً «لم يُثبت أي شيء قط أنني مذنب، ولو لثانية واحدة، لكن يبدو أنني أتعرض للعقاب بالفعل في هذه المرحلة من خلال منع مغادرة البلاد».

معلومات عن بافيل دوروف

بافيل دوروف، مؤسس تطبيق تليغرام، الذي يشترك فيه أكثر من مليار مستخدم نشط شهرياً، ويُقارن كثيراً بمارك زوكربيرغ، مؤسس فيسبوك؛ نظراً لشغفه بتأسيس شركات تواصل اجتماعي ناجحة؛ إلا أنه يشترك أيضاً في الكثير من الصفات مع إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، وزميله في الدفاع عن حرية التعبير.

ودوروف، مثل ماسك، مؤيدٌ قويٌّ للإنجاب، أي أنه مناصرٌ قويٌّ لإنجاب المزيد من الأطفال لإعمار الكوكب، وعلى الرغم من أن دوروف يقول إنه لم يتزوج قط ويفضل العيش بمفرده؛ فإنه أعلن في يوليو الماضي أن لديه «أكثر من 100 طفل بيولوجي»، لافتاً إلى أنه تواصل معه صديقٌ له قبل أكثر من 15 عاماً للتبرع بحيواناته المنوية ليتمكن هو وزوجته من إنجاب طفل.

وقال دوروف «ساعد الآن أكثر من 100 زوج في 12 دولة على إنجاب الأطفال، حتى إن إحدى عيادات التلقيح الصناعي على الأقل لا تزال تحتفظ بحيواناتي المنوية المجمدة للاستخدام المجهول من قِبل العائلات الراغبة في إنجاب الأطفال».

معجزة في الرياضيات والبرمجة

وُلِد بافيل دوروف في أكتوبر عام 1984 في ثاني أكبر مدينة في روسيا، سانت بطرسبرغ، على الرغم من أنها كانت تُعرف آنذاك باسم لينينغراد، قبل حل الاتحاد السوفييتي رسمياً في عام 1991.

وفي حين أن جد دوروف خدم في الجيش الأحمر السوفييتي خلال الحرب العالمية الثانية، وكان والده باحثاً ورئيساً لهيئة التدريس في جامعة سانت بطرسبرغ الحكومية، فقد أمضى دوروف في الواقع سنوات عديدة في تورينو بإيطاليا، بعد انتقاله إلى الدولة المطلة على البحر الأبيض المتوسط ​​في سن الرابعة.

وكان دوروف، مثل أخيه الأكبر نيكولاي، عبقرياً في الرياضيات، وفي إحدى مقابلاته النادرة، وهي مقابلة مع تاكر كارلسون عام 2024، قال دوروف، إنه ونيكولاي فازا بميداليات ذهبية متعددة في أولمبياد الرياضيات الدولي، وظهرا على التلفزيون الإيطالي عدة مرات لحل المعادلات التكعيبية آنياً.

مارك زوكربيرج روسيا

كان دوروف مبرمجاً بارعاً، حيث أنشأ منتدىً شعبياً لجامعته -جامعة سانت بطرسبرغ الحكومية، وهي الجامعة نفسها التي عمل فيها والده- أثناء دراسته فيها، ولكن في عام 2006، عرّفه أحد زملائه على فيسبوك، ما دفعهما إلى إنشاء شبكة اجتماعية خاصة بهما. 

وهذه الشبكة هي منصة فكونتاكتي (المعروفة أيضاً باسم VK) في سبتمبر من ذلك العام، وجذبت مليون مستخدم بعد ثمانية أشهر فقط، وبعد أقل من عام، تضخمت قاعدة مستخدميها إلى 10 ملايين، وبحلول ديسمبر 2008، أصبح دوروف فخوراً بتشغيل أشهر شبكة تواصل اجتماعي في روسيا.

وظل دوروف رئيسًا تنفيذياً لشركة VK حتى 21 أبريل 2014، وبعد ثلاثة أسابيع فقط من كذبة أبريل التي تحولت إلى خطأ، قدم دوروف استقالته إلى مجلس الإدارة في الأول من أبريل، لكنه أصر على أنها كانت مجرد مزحة - قامت الشركة بإقالته من منصبه كرئيس تنفيذي لشركة «VK».

وكتب دوروف على موقع VK في اليوم الذي تم فصله فيه: «من المثير للاهتمام أن المساهمين لم يمتلكوا الشجاعة للقيام بذلك بشكل مباشر، وقد علمت بفصلي الغامض من الصحافة».

دوروف، الذي كانت علاقته بالسلطات الروسية متوترة بعد رفضه عدة طلبات لإزالة صفحات سياسيين معارضين من VK، صرّح حينها بأن إقالته تعني أن الشركة قد استولى عليها حلفاء فلاديمير بوتين، وبعد خمسة أيام فقط، غادر دوروف روسيا ، قائلاً إنه «لا ينوي العودة» لأن «البلاد لا تواكب قطاع الأعمال عبر الإنترنت في الوقت الحالي».

إنشاء تليغرام

خلال فترة عمله كرئيس تنفيذي لشركة VK، خاض دوروف عدة مواجهات مع الحكومة، وفي عام 2013، عندما كان لا يزال يقود جهود تطوير الشبكة الاجتماعية، قرر هو وشقيقه نيكولاي إطلاق خدمة مراسلة تعتمد على التشفير التام، لحماية الرسائل الخاصة من تدخل الحكومة. 

وأطلق الأخوان تطبيق تليغرام ماسنجر في أغسطس من ذلك العام، أولاً لأجهزة آيفون، ثم لأجهزة أندرويد.

وبعد مغادرة دوروف روسيا عقب إقالته من منصة VK، أفادت صحيفة نيويورك تايمز بأن دوروف كان «يتنقل من بلد إلى آخر كل بضعة أسابيع مع مجموعة صغيرة من مبرمجي الكمبيوتر، حيث كان يوماً في باريس، ويوماً في سنغافورة».

 وفي نهاية المطاف، أسس دوروف مكتباً مع فريقه في برلين، ألمانيا، عام 2014 قبل أن ينقل مقره الرئيسي إلى دبي عام 2017، وتؤكد الشركة أنها تنشر خوادمها في جميع أنحاء العالم حتى لا تستطيع أي حكومة أو مجموعة دول متشابهة في التفكير التطفل على خصوصية المستخدم وحرية تعبيره.

وبلغ عدد مستخدمي تليغرام مليار مستخدم، وحقق أرباحاً لأول مرة العام الماضي، ووفقاً لصحيفة فاينانشال تايمز، بعد إعلان الشركة عن خسارة قدرها 173 مليون دولار في عام 2023 مقابل إيرادات بلغت 343 مليون دولار فقط، أعلنت الشركة عن أرباح بلغت 540 مليون دولار في عام 2024 مقابل إيرادات ضخمة بلغت 1.4 مليار دولار، في حين بلغت ثروته في الوقت الحالي إلى 17 مليار دولار.

وأصدرت تليغرام سندات بقيمة 2.4 مليار دولار تقريباً على مدار السنوات الأربع الماضية، كما حققت الشركة تقدماً ملحوظاً في مجال «الذكاء الاصطناعي التحادثي»، بالشراكة مع شركة إكس إيه آي التابعة لإيلون ماسك لدمج روبوت الدردشة الخاص بها غروك في الشبكة الاجتماعية.