بعد 37 يوماً من التحديات الميكانيكية والجغرافية، وصل المشاركون في سباق «بكين- باريس» لعام 2025 إلى خط النهاية في العاصمة الفرنسية، بعدما قطعوا أكثر من 14,500 كيلومتر عبر قارتين، و10 دول، على متن سيارات كلاسيكية يعود بعضها إلى ثلاثينيات القرن الماضي.
انطلق السباق في 17 مايو من سور الصين العظيم، مجتازاً طرقاً تاريخية تعبر آسيا وأوروبا، ويُعدّ أحد أصعب سباقات التحمل في العالم، حيث لا يُسمح فيه باستخدام أنظمة الملاحة الحديثة، ويعتمد المشاركون على الخرائط التقليدية فقط، ما يضفي طابعاً كلاسيكياً أصيلاً على التجربة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
إرث تاريخي يعود لعام 1907
السباق مستوحى من النسخة الأصلية التي أُقيمت عام 1907 بمبادرة من صحيفة فرنسية، بهدف إثبات أن السيارات قادرة على عبور المسافات الطويلة بين الشرق والغرب، واليوم، يُعدّ هذا الحدث احتفالاً بروح المغامرة الكلاسيكية، ويجمع هواة السيارات من مختلف أنحاء العالم، ويعيد إحياء طرق التجارة القديمة عبر السهوب والجبال والمدن الكبرى.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
إنعاش اقتصادي وسياحي
إلى جانب التحدي الرياضي، يُسهم السباق في تنشيط السياحة المحلية والاقتصادات الصغيرة، حيث تتوقف القوافل في أكثر من 100 نقطة خلال الرحلة، ما يوفّر فرص دخل لمشغلي الفنادق، ومزودي الخدمات، والحرفيين المحليين، خاصة في المناطق النائية من منغوليا وكازاخستان وجورجيا وتركيا.
وتشير تقديرات منظّمي السباق إلى أن الحدث يُدرّ ملايين الدولارات من الإنفاق السياحي المباشر وغير المباشر، كما يسهم في تسويق الوجهات الأقل شهرة على الخريطة السياحية العالمية.
باريس تستقبل النهاية باحتفال كلاسيكي
واستُقبلت السيارات في قلب باريس وسط أجواء احتفالية، حيث تجمّع المئات من محبي السيارات الكلاسيكية لالتقاط الصور التذكارية، وتهنئة السائقين الذين واجهوا صعوبات التضاريس والطقس والصيانة اليدوية طوال الرحلة.
ورغم أن السيارات المشاركة من طرازات قديمة، فإن السباق يستقطب فئة من المشاركين الشباب والمستثمرين الذين يرون في السيارات الكلاسيكية أصولاً ذات قيمة متنامية، ويُظهر تزايد الطلب على هذا النوع من السباقات أن عالم السيارات الكلاسيكية لم يعد مجرد هواية، بل هو جزء من اقتصاد قائم على الشغف والتاريخ.