في تحول نوعي، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 22 يونيو حزيران 2025 تنفيذ ضربة مباشرة على ثلاثة مواقع نووية إيرانية حساسة، أبرزها موقع فوردو شديد التحصين قرب مدينة قم، إلى جانب نطنز وأصفهان. وُصفت الضربة بأنها «نجاح عسكري مذهل»، إذ استُخدمت فيها قاذفات B-2 الشبحية لقصف فوردو بقنابل خارقة للتحصينات من طراز GBU-57 تزن 30 ألف رطل.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
ماذا يميز فوردو عن غيره من المواقع النووية الإيرانية؟
منشأة فوردو ليست كأي موقع، فهي تقع على عمق يتراوح بين 80 و90 متراً تحت جبل صخري، وتضم نحو 2700 جهاز طرد مركزي، قادرة على تخصيب اليورانيوم حتى 60 في المئة، وهي نسبة تقترب من الحد الحرج لصناعة سلاح نووي (90 في المئة)، وفق بيانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفق صحيفة ذا إيكونوميك تايمز.
وتفيد تقارير مركز الدراسات النووية «معهد العلوم والأمن الدولي» بأن إيران قادرة على تحويل مخزونها الحالي من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة إلى 233 كغم من يورانيوم بدرجة تسليح، خلال 3 أسابيع فقط، وهو ما يكفي لصناعة 9 رؤوس نووية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
لماذا احتاجت إسرائيل أميركا لضرب فوردو؟
رغم سعي إسرائيل المستمر لإخراج فوردو من الخدمة، فإن طبيعة المنشأة تحت الجبل جعلتها خارج مدى سلاح الجو الإسرائيلي، فقط قنبلة GBU-57 الأميركية، القادرة على اختراق 61 متراً من الخرسانة، يمكنها إحداث اختراق حقيقي، وتُطلق حصرياً من قاذفات B-2 المتوفرة فقط لدى الجيش الأميركي.
ووفق وكالة رويترز، استخدم الجيش الأميركي 6 قنابل خارقة في الهجوم، بالتوازي مع 30 صاروخ توماهوك استهدفت نطنز وأصفهان، وكان ذلك أول استخدام قتالي معلن للقنبلة GBU-57.
الرد الإيراني.. تخفيف من وقع الضربة دون نفيها
نقلت وكالة تسنيم شبه الرسمية عن مسؤولين إيرانيين تأكيدهم وقوع «ضربة معادية» استهدفت فوردو، بينما قال نائب عن قم إن الأضرار «خارجية وقابلة للإصلاح»، من جهتها أكدت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أنه «لم تسجل تسربات إشعاعية تهدد السكان»، وهي رواية دعمتها الهيئات السعودية والقطرية التي لم ترصد أي تلوث في المنطقة.
أهمية فوردو العسكرية والسياسية
افتُتح الموقع سراً عام 2009 بعد أن كان قاعدة صواريخ للحرس الثوري، وواجه إدانة حتى من حلفاء إيران مثل روسيا والصين، وبحسب تقارير استخباراتية، فإن فوردو بُني تحديداً لتجنب تكرار سيناريو مفاعل «أوزيراك» العراقي الذي قصفته إسرائيل في 1981.
وأحاطت إيران الموقع بأنظمة دفاع جوي متطورة مثل S-300 الروسية، وأشارت تقديرات مركز الدراسات البريطاني RUSI إلى أن «اختراق فوردو يتطلب أكثر من قنبلة خارقة، بل عدة ضربات متتالية على نقطة التصويب ذاتها».
ما بعد الضربة.. الردع أم التصعيد؟
رغم أن واشنطن لم تؤكد بعد نجاح المهمة بنسبة 100 في المئة، فإن محللين يرون أن اختراق حصانة فوردو يكسر «أسطورة المناعة» الإيرانية، لكنه يفتح أيضاً الباب أمام تصعيد غير محسوب في حال قررت إيران الرد بشكل مباشر أو عبر وكلائها.
وفي عام بلغ فيه الإنفاق العسكري العالمي 2.7 تريليون دولار، تؤكد حادثة فوردو أن توازن الردع النووي في الشرق الأوسط لم يعد نظرياً، والأيام المقبلة ستكشف، هل نجحت الضربة في تأخير البرنامج النووي الإيراني، أم أنها مجرد بداية لفصل جديد من سباق التسلح الإقليمي؟