رد إيران يفاجئ الأسواق.. لماذا هبط النفط وقفزت بورصة وول ستريت؟

وول ستريت
رد إيران يفاجئ الأسواق.. لماذا هبط النفط وقفزت بورصة وول ستريت؟
وول ستريت

في تحوُّل غير متوقع، سجلت أسعار النفط تراجعاً حاداً، فيما قفزت مؤشرات الأسهم الأميركية، وذلك عقب الهجوم الصاروخي الإيراني الذي استهدف قاعدة عسكرية أميركية في قطر، كردّ على ضربات أميركية طالت منشآت نووية داخل إيران.

الهجوم الإيراني الذي كان متوقعاً أن يشعل الأسواق، أتى محدوداً ومقيداً من حيث الأضرار والخسائر، ما أعطى المستثمرين انطباعاً قوياً بأن طهران لا تسعى لتصعيد مفتوح، بل لرد «محسوب» يحفظ ماء الوجه ويجنّب المنطقة الانزلاق نحو حرب شاملة.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

النفط يتراجع رغم نُذر المواجهة

تراجعت عقود خام برنت عند التسوية بمقدار 5.53 دولار، أو 7.18 في المئة، إلى 71.48 دولار للبرميل.

وهبط خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 7.7 في المئة، إلى 69.50 دولار.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

وياتي ذلك، وسط تراجع حدة المخاوف من انقطاع الإمدادات أو تهديد مضيق هرمز، الممر البحري الذي يمرّ عبره نحو خُمس تجارة النفط العالمية.

ويرى محللون في بنك «جيه بي مورغان» أن «محدودية الرد الإيراني قلّلت من احتمالات توسيع دائرة المواجهة»، وأضافوا أن «السوق لم ترَ إشارات فورية على أن صادرات النفط من الخليج مهددة، وهو ما انعكس بسرعة في حركة الأسعار».

أسهم التكنولوجيا تقود صعود وول ستريت

في المقابل، ارتفعت مؤشرات وول ستريت بشكل لافت؛ فقد قفز مؤشر ستاندرد آند بورز S&P 500 بنسبة 1%، وأضاف مؤشر داو جونز الصناعي 375 نقطة (نحو 0.9%)، بينما ارتفع مؤشر ناسداك بنسبة 0.9% كذلك، مدفوعاً بتحسن المعنويات وثقة المستثمرين بأن الولايات المتحدة وإيران ربما يسعيان للتهدئة بدلاً من التصعيد.

وقادت شركات التكنولوجيا والتجزئة الارتفاع، مع انتعاش شهية المخاطرة بعد تقييم المستثمرين للهجوم الإيراني على أنه «رسالة سياسية لا عسكرية».

وول ستريت تقرأ السياسة الجغرافية بطريقة مختلفة

يوضح المحلل المالي كونور سميث في تقرير نشرته «بارونز» أن «رد طهران بدا أقرب إلى محاولة حفظ التوازن دون تجاوز الخطوط الحمراء»، مؤكدًا أن «الأسواق لم تجد في الرد الإيراني ما يستدعي هروباً جماعياً إلى الملاذات الآمنة».

ويضيف سميث أن المستثمرين عادةً ما يفضلون «اليقين السياسي ولو كان مؤلماً، على الغموض المتصاعد»، مشيراً إلى أن وضوح حدود الرد الإيراني منح الأسواق فرصة للتنفس والتفاعل بإيجابية.

إلى أين تتجه الأسواق؟

رغم الارتياح الأولي، تبقى الأسواق في حالة ترقب، فالموقف الأميركي من الرد الإيراني، وردود الأفعال الإقليمية، لا تزال عوامل حاسمة في تحديد اتجاهات النفط والأسهم على حد سواء.

وفي هذا السياق، قال جيمس برينارد، كبير الاستراتيجيين في «أوبنهايمر»، إن «أي ضربة إيرانية جديدة لمصالح أميركية أو حلفائها قد تعيد الأسواق إلى مربع الذعر، خاصة إذا طالت خطوط الملاحة أو البنية التحتية للطاقة».