تراجعت تحويلات المصريين العاملين في الخارج بنسبة 23 في المئة خلال النصف الأول من العام المالي الجاري لتسجل نحو 12 مليار دولار، وفقاً لما أظهرته بيانات ميزان المدفوعات المصري للعام المالي 2022/ 2023.

ويبدأ العام المالي في مصر من يوليو تموز حتى يونيو حزيران من كل عام.

وكشفت البيانات المنشورة على الموقع الرسمي للبنك المركزي المصري الأربعاء أن تحويلات العاملين بالخارج كانت قد سجلت 15.6 مليار دولار خلال الفترة نفسها من العام المالي الماضي.

وتعد تحويلات المصريين العاملين بالخارج مصدراً رئيسياً للعملة الصعبة في مصر.

ومنذ الربع الأول من العام المالي الجاري، تسجل تحويلات العاملين تراجعاً في وقت تعاني فيه مصر نقصاً حاداً في الدولار وتواجه أزمة اقتصادية صعبة.

وكان تقرير صادر عن البنك الدولي توقع أن يبلغ حجم تحويلات المصريين العاملين بالخارج نحو 32.3 مليار دولار بنهاية العام الميلادي الماضي.

لكن وفقاً للأرقام المعلنة حديثاً بلغ إجمالي التحويلات خلال عام 2022 نحو 28.3 مليار دولار.

وساهم تراجع تحويلات العاملين بالخارج في الحد من تحسن عجز الميزان الجاري لمصر والذي سجل 1.8 مليار دولار في النصف الأول من العام المالي الجاري مقابل 7.8 مليار دولار في الفترة نفسها العام المالي الماضي.

وكانت ورقة بحثية من «إس آند بي غلوبال ماركت انتليجنس» توقعت في يناير كانون الثاني الماضي انخفاض تحويلات العاملين في الخارج خلال فترة الأشهر الستة المقبلة، إذ ستُثني المخاوف بشأن استمرار ضعف الجنيه المصري مقابل الدولار المصريين عن تحويل الأموال عبر القنوات الرسمية.

وقالت الورقة: «هذا الوضع يجب أن يتحسن بمجرد تعديل سوق الصرف»، مشيرة إلى أن المصريين المغتربين سيعودون لاستخدام القنوات الرسمية، على أن ترتفع التحويلات بقوة خلال العام الجاري.

إيرادات السياحة في مصر

سجلت إيرادات السياحة في مصر قفزة كبيرة بلغت 25.7 في المئة لتسجل 7.3 مليار دولار في النصف الأول من العام المالي الجاري، مقابل 5.8 مليار دولار في الفترة نفسها العام الماضي.

وبحسب بيانات المركزي فإن الزيادة تعود إلى ارتفاع عدد الليالي السياحية في مصر بمعدل 27.2 في المئة لتسجل نحو 78.4 مليون ليلة.

وزاد عدد السائحين الوافدين إلى مصر بنسبة 27.5 في المئة ليسجل 7.8 مليون سائح خلال النصف الأول من العام الجاري.

ومنذ بداية العام المالي الماضي تسجل إيرادات السياحة في مصر ارتفاعاً في إشارة على تعافي القطاع من تداعيات فيروس كورونا.

وتستهدف مصر زيادة سنوية بين 25 و30 في المئة في أعداد السائحين الوافدين إلى مصر خلال السنوات الخمس المقبلة، في مسعى لزيادة الحصيلة الدولارية من أحد أبرز مصادر العملة الصعبة في مصر.

وكان رئيس هيئة تنشيط السياحة في مصر، عمرو القاضي، قال لـ«CNN الاقتصادية» إن مصر نجحت في استغلال انخفاض قيمة الجنيه المصري في الترويج للسياحة خلال موسم الشتاء الماضي في دول أوروبا الغربية مثل ألمانيا وفرنسا، مع انخفاض تكلفة الإقامة في مصر خلال شهور الشتاء شديدة البرودة في أوروبا والدافئة في مصر، ما أسهم في زيادة أعداد السائحين من تلك الدول بنحو 30 في المئة.

وتوقع صندوق النقد الدولي أن ترتفع إيرادات مصر من السياحة خلال السنوات الخمس المالية المقبلة لتصل إلى نحو 28.8 مليار دولار بحلول منتصف 2028.