على الرغم من توقعات العديد من الاقتصاديين بحدوث ركود في وقت لاحق هذا العام، عادت صناعة الترفيه والضيافة إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا.
سعياً لتلبية الطلب القوي تضيف شركات الترفيه والضيافة المزيد من الوظائف، وتعني زيادة الإنفاق على الترفيه فرصاً أكبر لنمو الصناعة التي فقدت الكثير قبل ثلاث سنوات فقط.
عندما بدأت الجائحة، تضررت المطاعم والحانات والفنادق بشدة، ما أدى إلى شطب أكثر من 8 ملايين وظيفة، أو ما يعادل نحو 49 في المئة من القوة العاملة في هذا القطاع، خلال الأشهر القليلة الأولى من عام 2020، لكن الصناعة بدأت في التعافي في مايو أيار من ذلك العام، وفي أبريل نيسان الماضي، كان القطاع منخفضاً بنحو 2.4 في المئة فقط عن مستواه في فبراير شباط 2020، أضافت الصناعة 917 ألف وظيفة في أبريل نيسان على أساس سنوي، وهي ثاني أكبر زيادة لأي صناعة خلال تلك الفترة، وفقاً لبيانات من مكتب إحصاءات العمل الأميركي.
السياحة الصيفية
من المتوقع أن يعوض قطاع الترفيه والضيافة جميع خسائر الوظائف الناجمة عن الجائحة هذا العام، إذ يواصل المستهلكون الأميركيون السفر وتناول الطعام خارج المنازل والإنفاق على التجارب الشخصية، خاصةً خلال فصل الصيف، وسيمكّن هذا الإنفاق الصناعة من مواجهة الركود بطريقة لم تشهدها من قبل.
يتوقع تشيب روجرز، الرئيس والمدير التنفيذي لجمعية الفنادق والسكن الأميركية، أن يسجّل إشغال الغرف رقماً قياسياً خلال أشهر الصيف المقبلة، وكشف استطلاع حديث أجراه «بنك أوف أميركا» أن 68 في المئة من الأميركيين يخططون لأخذ إجازة هذا العام.
أخذ نحو ثلاثة ملايين أميركي إجازة من العمل في مارس آذار الماضي، وهو أعلى مستوى لهذا الشهر منذ عام 1976، وفقاً لـ«مسح السكان الحالي»، والذي يجريه مكتب إحصاءات العمل شهرياً، وفي أبريل نيسان، كان نحو 2.7 مليون أميركي في إجازة، وهو أعلى مستوى لذلك الشهر منذ عام 2017.
كما استعادت أكبر 8 شركات طيران أميركية، والتي تستحوذ على 95 في المئة من الحركة الجوية في البلاد، مستويات النشاط المسجلة في الربع الأول من عام 2019 في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2023.
قال توري إيمرسون بارنز، نائب الرئيس التنفيذي للشؤون العامة والسياسة في جمعية السفر الأميركية، إن مراكز السياحة في البلاد مثل ميامي ونيويورك وهونولولو ستستفيد بشكل كبير في الأشهر المقبلة من الأموال التي سينفقها بعض الأميركيين.
كيف يؤثر الركود؟
يتوقع عدد من خبراء الاقتصاد، وأيضاً الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)، ركوداً في الأفق.
يمثّل الإنفاق الاستهلاكي نحو ثلثي القوة الدافعة للاقتصاد الأميركي، لذلك عندما يتراجع الاستهلاك يكون التأثير هائلاً، وعلى الرغم من أن الترفيه يتصدّر قائمة ترشيد النفقات، فقد تكون طبيعة الركود المتوقع مختلفة بعض الشيء هذه المرة، إذ قد يتجنب هذا القطاع تماماً أو يكون تأثير الركود طفيفاً.
كما يمكن أن يؤدي الركود أيضاً إلى إعادة التوازن إلى الاقتصاد لصالح الترفيه والضيافة على حساب الإنفاق على شراء السلع.
قال الخبير الاقتصادي في «بنك أوف أميركا» ستيفن جونو «قد يكون أداء صناعة الترفيه أفضل نسبياً من حيث التوظيف خلال فترة الركود القادمة، نظراً لأن الترفيه والضيافة قد تخلفا عن الركب، وقد ترغب الشركات في الاحتفاظ بالعاملين لأنها ما تزال تعاني نقص الموظفين».
(بريان مينا – CNN)