يبذل الشاب الهندي سونيل كومار قصارى جهده لتحقيق حلمه، هذا الشاب البالغ من العمر 28 عاماً من ولاية «هاريانا» الهندية حاصل بالفعل على درجتين علميتين، البكالوريوس والماجستير، ويعمل للحصول على درجة ثالثة، وكل ذلك بهدف الحصول على وظيفة براتب جيد في أحد أسرع الاقتصادات نمواً في العالم.

قال كومار «لقد درست حتى أكون ناجحاً في الحياة، عندما تعمل بجد، يجب أن تكون قادراً على الحصول على وظيفة».

ولدى كومار وظيفة الآن، لكنها ليست الوظيفة التي درس من أجلها، وبالتأكيد ليست الوظيفة التي كان يحلم بها.

لقد أمضى السنوات الخمس الماضية في تنظيف طوابق مدرسة في قريته، وهي وظيفة بدوام كامل، يصحبها عمل آخر أقل ربحاً لتعليم الطلاب الأصغر سناً، ليحصل في النهاية على 85 دولاراً في الشهر.

إنه ليس كثيراً، كما يؤكد، خاصة أنه يحتاج إلى إعالة والديه المسنين وأخته، ولكن هذا كل ما يستطيع فعله.

البطالة بين الهنود

وضع كومار ليس غريباً، لكنه مأزق يواجهه ملايين الشباب الآخرين، ترتفع معدلات البطالة بين الشباب في البلاد بشكل حاد، وهو تطور يهدد بتقويض الاقتصاد الهندي في اللحظة التي كان من المتوقع أن ينطلق فيها بالفعل.

حفزّت مكانة الهند كأكثر دول العالم اكتظاظاً بالسكان الآمال في وجود محرك جديد شاب للاقتصاد العالمي في الوقت الذي بدأ فيه عدد سكان الصين في التقلص والتقدم في العمر.

على عكس الصين، فإن السكان في سن العمل في الهند هم من الشباب، ويتزايدون، ومن المتوقع أن يصلوا إلى مليار خلال العقد المقبل، مجموعة هائلة من العمالة والمستهلكين والتي وصفها أحد مسؤولي إدارة بايدن بأنها «معجزة اقتصادية».

ولكن بالنسبة للشباب الهنود مثل كومار، هناك جانب آخر لهذه المعجزة المزعومة: عدد قليل جداً من الوظائف والكثير من المنافسة.

من «المعجزة» إلى خيبة الأمل

على عكس الصين، إذ يخشى الاقتصاديون أنه لن يكون هناك عدد كافٍ من العمال لتعويض العدد المتزايد من كبار السن، في الهند القلق هو أنه لا توجد وظائف كافية لدعم العدد المتزايد من العمال.

في حين أن الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 25 عاماً يمثلون أكثر من 40 في المئة من سكان الهند، فإن نصفهم تقريباً (45.8 في المئة) كانوا عاطلين عن العمل بدءاً من ديسمبر كانون الأول 2022، وفقاً لمركز مراقبة الاقتصاد الهندي، وهو مركز أبحاث مستقل مقره مومباي.

وصف بعض المحللين الوضع لـ«CNN» بأنه «قنبلة موقوتة»، محذرين من احتمال حدوث اضطرابات اجتماعية ما لم تُخلق المزيد من فرص العمل.

قال سونيل كومار «أشعر بالغضب الشديد لأنني لا أملك وظيفة ناجحة على الرغم من مؤهلاتي وتعليمي، أنا ألوم الحكومة على ذلك؛ يجب أن تمنح فرص العمل لمواطنيها».

الأخبار السيئة لأشخاص مثل كومار والحكومة الهندية هي أن الخبراء يحذرون من أن المشكلة ستزداد سوءاً مع نمو السكان وتزايد حدة المنافسة على الوظائف.

وصف كوشيك باسو، أستاذ الاقتصاد بجامعة كورنيل وكبير المستشارين الاقتصاديين السابق للحكومة الهندية، معدل بطالة الشباب في الهند بأنه «مرتفع بشكل صادم».

يقول الاقتصاديون إن الهند لديها خيارات مختلفة لمعالجة هذه المشكلات الديموغرافية، من بينها تطوير قطاع تصنيعي قادر على المنافسة عالمياً وكثيف العمالة، والذي كان يمثل أقل من 15 في المئة من العمالة في عام 2021، لكن مثل هذه الإصلاحات على المستوى الكلي لن تفعل الكثير لمساعدة أولئك الذين يكافحون الآن.