واجه الاقتصاد الأميركي تحديات متتالية مع استمرار معدل التضخم في الارتفاع، ما دفع الاحتياطي الفيدرالي لزيادة أسعار الفائدة عشر مرات متتالية.

ورغم كل ذلك، فقد استمر سوق العمل الأميركي في إثبات مرونته على مدار الأشهر الماضية، ومن المتوقع أن يؤكد ذلك مرة أخرى في تقرير الوظائف الشهري المنتظر غداً الجمعة.

ويتوقع الاقتصاديون أن تضيف سوق العمل نحو 190 ألف وظيفة جديدة في مايو أيار، وفقاً لرفينيتيف، مع ارتفاع معدل البطالة إلى 3.5 في المئة، لكنه يظل قرب أدنى مستوياته في عقد.

وفي حين أن هذا يمثل تراجعاً كبيراً عن الوظائف المضافة في شهر أبريل نيسان والبالغة 253 ألف وظيفة، إلّا أنها تظل أعلى بقليل من متوسط الوظائف الشهرية التي شوهدت خلال فترة قوة سوق العمل في السنوات التي سبقت جائحة كورونا.

وقال كبير الاقتصاديين لدى موقع «جلاس دور»، دانيال جاو، «في الأشهر القليلة الماضية، استمر سوق العمل في تحدي الضغوط، وأضاف مقداراً ثابتاً من الوظائف، وأبقى البطالة عند مستويات منخفضة تاريخياً، على الرغم من ارتفاع أسعار الفائدة والاضطراب المصرفي وتسريح العمالة التقنية ومفاوضات سقف الديون».

وأضاف جاو، «بعد تقرير الوظائف الجيد لشهر أبريل نيسان، من المرجح أن يتكرر هذا في مايو أيار مع قوة أداء سوق العمل نفسها».

المخاوف لا تزال قائمة

رغم أن معدل الوظائف الشهرية لم يتراجع بالقدر الذي كان متوقعاً حتى هذه المرحلة، فإن هناك تباطؤاً ملحوظتً حدث هذا العام، مقارنة بمعدلات التوظيف الضخمة في السنوات الثلاث الماضية.

وكانت بعض مؤشرات الركود التقليدية تومض باللون الأحمر، إذ تضاعفت إعلانات التسريح أربع مرات حتى الآن هذا العام إلى 417.5 ألف وظيفة، وهو أعلى مستوى منذ عام 2020، وفقاً لتقرير صادر عن مؤسسة «تشالنجر» يوم الخميس.

كما يشير انخفاض ثقة المستهلك، والانخفاضات الشهرية في المؤشر الاقتصادي الرائد الصادر عن «كونفرنس بورد»، إلى أن الانكماش قد يبدأ في المستقبل القريب، ومع ذلك، هذا الركود المتوقع منذ فترة طويلة لم يأت حتى الآن.

وتترقب الأسواق صدور تقرير الوظائف الحكومية في الولايات المتحدة لشهر مايو أيار، يوم الجمعة في الساعة 12:30 مساءً بتوقيت غرينيتش.

(أليسيا والاس – CNN).