يبدو أن مؤسسة فيتش الدولية للتصنيف الائتماني لا تزال تضع الولايات المتحدة الأميركية تحت المجهر، وسط احتمالات بتخفيض تصنيفها الائتماني حتى بعد تجنب أكبر اقتصاد في العالم أزمة التخلف عن السداد.

وفي بيانها الأول، عقب إقرار الكونغرس الأميركي قانون سقف الديون، ليلة الخميس، قالت «فيتش» يوم الجمعة إنها تراقب الولايات المتحدة مراقبة سلبية، وتخطط لاتخاذ قرار بشأن تخفيض محتمل بحلول نهاية سبتمبر أيلول.

على الرغم من التأثيرات الإيجابية لقرار الكونغرس، أعربت «فيتش» عن قلقها العميق بشأن السياسة التي تنتهجها الولايات المتحدة والتي تضعها على حافة الهاوية بشكل متكرر، إذ نشرت في بيانها «تعتقد فيتش أن المواجهات السياسية المتكررة حول سقف الدّين، واتخاذ القرارات بشأنه قبيل الموعد المحدد بفترة قصيرة، تقلل الثقة في الإجراءات الحكومية المتعلقة بالمسائل المالية والديون».

جاءت أسباب قلق «فيتش» مشابهة لتلك التي دفعت وكالة «ستاندر آند بورز» لخفض تصنيف الولايات المتحدة عام 2011 بعد أن كان الكونغرس الأميركي قد اتخذ قراراً بشأن رفع سقف الدّين، وقالت «فيتش» في بيانها الذي صدر، يوم الجمعة «هناك تدهور مطرد في الإجراءات الحكومية على مدى السنوات الخمسة عشرة الماضية»، وأضافت «أدّى تكرار سياسة الاقتراب من حافة الهاوية، والفشل في مواجهة التحديات المالية النابعة من الإنفاق المتزايد إلى ارتفاع العجز المالي وزيادة أعباء الديون».

سيؤدي خفض التصنيف الائتماني، حال حدوثه، إلى زيادة تكاليف الاقتراض الحكومية، ما سيجبر واشنطن على إنفاق المزيد من الأموال على الفوائد، وبالتالي ستنفق أقل على التعليم، والرعاية الصحية، والدفاع، والأولويات الأخرى.

كانت « فيتش»، إحدى أبرز وكالات التصنيف الائتماني على مستوى العالم، وضعت الولايات المتحدة تحت المراقبة لخفض محتمل الأسبوع الماضي قبل أن يتوصل الجمهوريون في مجلس النواب والرئيس الأميركي جو بايدن إلى حل وسط لرفع سقف الديون.

وقالت «فيتش» إنها ستحسم أمر المراقبة السلبية وتتخذ قرارها بشأن خفض التصنيف من عدمه خلال الربع الثالث، إذ سيتثنى لها حينها أن تنظر في الآثار الكاملة للسياسة التي نعتتها بسياسة «حافة الهاوية».

من ناحية أخرى، قالت «فيتش» إن قدرة واشنطن على التوصل إلى اتفاق بشأن سقف الديون «على الرغم من الحزبية السياسية الساخنة»، خفض العجز المالي «بشكل طفيف» هي «اعتبارات إيجابية» رغم كل شيء، وقالت أيضاً إن التصنيف الائتماني الأمريكي وهو «AAA» مدعوم «بنقاط قوة استثنائية»، مثل حجم الاقتصاد الأميركي، وبيئة الأعمال الديناميكية، ووضع الدولار الأميركي كعملة احتياطية في العالم، ولكنها أضافت «قد تتآكل بعض نقاط القوة هذه بمرور الوقت بسبب أوجه القصور في الإجراءات الحكومية».

هذه ليست المرة الأولى التي تدق فيها شركة التصنيف الائتماني ناقوس الخطر بشأن الحالة الفوضوية في أميركا.

قال جيمس ماكورماك، الرئيس العالمي للتصنيفات السيادية في «فيتش»، لشبكة CNN في مارس آذار إنه حتى إذا تجنبت واشنطن التخلف عن السداد هذه المرة، فقد تتسبب هذه المواجهات السياسية المتكررة في خفض تصنيفها.

مات إيغان (CNN)