أعلنت مجموعة «تريب دوت كوم» الصينية -إحدى أكبر وكالات السفر عبر الإنترنت في العالم- يوم الجمعة أنها ستدفع 50 ألف يوان (6897.69 دولار أميركي) لموظفيها عن كل طفل ينجبونه بدءاً من الأول من يوليو تموز، وهي أول مبادرة من نوعها تطلقها إحدى الشركات الخاصة الكبرى في الصين لمكافحة شيخوخة السكان.
وأوضحت الشركة، التي يصل عدد مستخدميها إلى 400 مليون مستخدم، أن المبادرة تشمل تقديم إعانة نقدية قدرها عشرة آلاف يوان سنوياً لمدة خمس سنوات مقابل كل طفل ينجبه موظفوها في جميع أنحاء العالم، وتصل التكلفة الإجمالية للبرنامج إلى مليار يوان.
وتعليقاً على المبادرة قال جيمس ليانغ -الرئيس التنفيذي للشركة- في بيان «دائماً ما أنصح الحكومة بتقديم محفزات مالية للأسر التي لديها أطفال، خاصة تلك التي لديها أكثر من طفل، لمساعدة المزيد من الشباب على تحقيق رغبتهم في إنجاب عدد أكبر من الأطفال».
وأضاف أن الشركات أيضاً يمكنها لعب دور أساسي في هذا الأمر في حدود قدراتها الخاصة لبناء مناخ ملائم لزيادة المواليد ومكافحة الشيخوخة.
انخفاض المواليد يهدد الاقتصاد
وتأتي هذه المبادرة في وقت يحذر فيه الخبراء الديموغرافيون من أزمة شيخوخة سكان الصين التي تعود بشكل أساسي لسياسة الطفل الواحد التي فرضتها الحكومة الصينية على المواطنين من عام 1980 حتى 2015، فشيخوخة السكان تحد من فرص نمو الاقتصاد نتيجة تقلص القوة العاملة، وتزيد نفقات الحكومات المحلية المثقلة بالديون بسبب تكلفة رعاية السكان المسنين.
وانخفض معدل المواليد في الصين العام الماضي إلى 6.77 مولود لكل ألف شخص، من 7.52 مولود في 2021، وهو أدنى مستوى مسجل للمواليد على الإطلاق في تاريخ الدولة الآسيوية.
وكانت السلطات قد أعلنت في عام 2021 أن الأزواج يمكنهم الإنجاب حتى ثلاثة أطفال، لكن ذلك لم يكفِ لإقناع الصينيين بإنجاب المزيد من الأطفال، فحتى خلال سنوات الإقامة في المنزل بسبب جائحة كورونا ظل المواطنون مترددين في قرار إنجاب الأطفال.
وأوضح الشباب أن العوامل الرئيسية التي تزيد عزوفهم عن إنجاب أكثر من طفل تشمل ارتفاع تكاليف رعاية الأطفال والتعليم، وانخفاض الدخل، وضعف شبكة الأمان الاجتماعي، وعدم المساواة بين الجنسين.
(رويترز).