أعلن مكتب الإحصاء الصيني، يوم الثلاثاء، تعليق نشر بيانات بطالة الشباب، ما أثار غضب الرأي العام الذي اتهم البلاد بمحاولة إخفاء البيانات التي تكشف مدى تضرر الاقتصاد.
وعزا المتحدث باسم المكتب الوطني للإحصاء، فو لينغوي، في تصريحات نقلتها شبكة «CNN»، السبب في ذلك إلى أن طريقة عمل الإحصائيات الحالية تحتاج إلى التحسين، مثل تضمين الطلاب الذين يبحثون عن وظائف قبل التخرج في بيانات البطالة.
وأضاف أن تحديد الفئة العمرية للشباب الباحثين عن عمل -الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عاماً في الوقت الحالي- يحتاج أيضاً إلى مزيد من الدراسة، إذ يقضي الشباب الآن سنوات أكثر في المراحل الدراسية.
وجاء قرار الصين بتعليق إصدار البيانات الشهرية لبطالة الشباب، بعدما قفزت نسبة العاطلين من الشباب لمستويات قياسية خلال الأشهر الأخيرة، إذ وصلت إلى 20.4 في المئة، و20.8 في المئة، و21.3 في المئة في أبريل نيسان ومايو أيار ويونيو حزيران على الترتيب.
القرار يُثير سخط الصينيين على وسائل التواصل الاجتماعي
قوبل قرار مكتب الإحصاء الوطني بسخرية واسعة النطاق على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية، على سبيل المثال، وصل عدد مشاهدات أحد المنشورات المتعلقة بالقرار على موقع «سينا ويبو» لأكثر من 10 ملايين مشاهدة.
ونشرت بعض المواقع الإخبارية ترجمة لتعليقات بعض الصينيين على أزمة بطالة الشباب المتسارعة في الصين، ومن بينها رويترز التي نشرت هذا التعليق الساخر لأحد المستخدمين «إذا أغمضت عينيك، فستختفي الأزمة»، في إشارة إلى تغافل المسؤولين عن الأزمة، وحاز هذا التعليق أكثر من 5000 إعجاب.
وفي تعليق آخر ترجمته «CNN»، كتب مستخدم «ما قصدوه حقاً هو أن البيانات الحالية سيئة للغاية، فلنتجنب النظر إليها في الوقت الحالي».
كما كشفت العديد من المنشورات المماثلة حالة الإحباط المتزايد بين الشباب الصيني بشأن آفاق التوظيف في البلاد، والتي تسعى الحكومة الصينية إلى غض بصرها عنها، أو محاولة إخفائها.
وقال تشانغ داندان، الأستاذ المساعد في جامعة بكين، في مقال لمجلة «كايكسين» الصينية الشهر الماضي (والذي حُذف في وقتٍ لاحق)، إن معدل البطالة الحقيقي للشباب وصل إلى 46.5 في المئة في مارس آذار، بحسب ما نقلته شبكة «CNN».