بعد فترة من تراجع نمو الاقتصاد الصيني خلال الأشهر الماضية، يبدو أن هذه الحالة على وشك التغير في بارقة أمل جديدة لثاني أقوى اقتصاد في العالم، وذلك عكس ما توقعه خبراء الاقتصاد.

تحسن نشاط الاقتصاد في الصين في أغسطس آب، وفقاً لبيانات المكتب الوطني للإحصاء الصادرة يوم الجمعة، التي لفتت إلى إمكانية استقرار التراجع الذي شهده اقتصاد الصين في الآونة الأخيرة، لتتجاوز النتيجة توقعات مجموعة من الاقتصاديين الذين استطلعت وكالة رويترز آراءهم.

أشارت البيانات إلى ارتفاع مؤشر الإنتاج الصناعي –الذي يقيس الإنتاج من قطاعات مثل التصنيع والتعدين– بنسبة 4.5 في المئة خلال الشهر ذاته مقارنة بالعام الماضي، ليحقق ارتفاعاً من الزيادة بنسبة 3.7 في المئة التي شوهدت في يوليو تموز.

كما توسعت مبيعات التجزئة التي تقيس الاستهلاك، بنسبة 4.6 في المئة مقارنة بالعام السابق، مقارنة بالزيادة الفاترة البالغة 2.5 في المئة المسجلة في يوليو تموز.

ووفقاً للبيانات، فقد نما الاستثمار في الأصول الثابتة مثل العقارات بنسبة 3.2 في المئة في الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

من جهته، قال لاري هو، كبير اقتصاديي منطقة الصين الكبرى في مجموعة «ماكواري»، إنه «على الرغم من التشاؤم واسع النطاق، فإنه ربما تكون الفترة الأسوأ بالنسبة لثاني أكبر اقتصاد في العالم قد انتهت، في ظل الصراع مع ضعف الطلب على الصادرات من الأسواق العالمية وأزمة العقارات المستمرة».

وكتب في مذكرة بحثية صدرت يوم الاثنين «إذا كان التاريخ دليلاً، فبعد أن وصل الاقتصاد الصيني إلى القاع في 2016، عكف صناع السياسات على تكثيف إجراءات التحفيز الرئيسية منذ ذلك الحين وحتى الآن، ومن المرجح أيضاً أن تتحسن الصادرات لبقية العام».

بيانات الاقتصاد الصيني تنعكس على الأسهم

ارتفعت أسواق الأسهم الآسيوية بعد صدور البيانات، مع ارتفاع مؤشر «إم إس سي إي» للأسواق الناشئة بنسبة 1 في المئة تقريباً بحلول منتصف النهار.

وفي هونغ كونغ، ارتفع مؤشر «هانغ سينغ» بنسبة 1.5 في المئة، كما ارتفع مؤشر «توبكس» الياباني بنسبة 0.8 في المئة.

وكتب ستيفن إينيس، الشريك الإداري في شركة «إس بي إي» إدارة الأصول، في مذكرة بحثية يوم الجمعة «هناك شعور متزايد بالتفاؤل بين مجموعة من المستثمرين الذين يعتقدون أن مبادرات بكين الأخيرة لتحفيز الاقتصاد وتحقيق الاستقرار في الأسواق المالية تظهر علامات النجاح».

لكنه أوضح أن مسار اقتصاد الصين ما زال غير واضح، قائلاً «ومع ذلك، من الضروري توخي الحذر، فالوقت يظل مبكراً، وشهر واحد من البيانات الإيجابية ليس كافياً لتأكيد المسار المستدام نحو تعافي الاقتصاد الصيني».

ركود اقتصاد الصين

يعاني الاقتصاد الصيني من حالة ركود منذ أبريل نيسان، بعدما تلاشى الزخم الناتج عن البداية القوية التي شهدتها بداية العام الجاري، ومنذ ذلك الحين، اتخذت الحكومة سلسلة من التدابير لإنعاش النمو.

من جانبه، خفّض بنك الشعب الصيني، يوم الخميس، بطريقة مفاجئة، حجم الأموال التي يجب على البنوك الاحتفاظ بها في الاحتياطي؛ بهدف دعم التعافي الاقتصادي وتحسين السيولة في النظام المالي.

كان بنك الشعب الصيني خفّض نسبة متطلبات الاحتياطي لجميع البنوك بنحو 25 نقطة أساس في مارس آذار.

اقتصاد الصين يثير القلق

ردت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، على الاقتراحات المتعلقة بالضعف الاقتصادي، قائلة إن «نمو الاقتصاد الصيني قوي ومرن».

وأضافت «كل أنواع التعليقات التي تتنبأ بانهيار اقتصاد الصين تستمر في الظهور بين الحين والآخر؛ لكن الاقتصاد الصيني سيظل محركاً رئيسياً للاقتصاد العالمي».

كان مؤشر أسعار المستهلك ارتفع بنسبة 0.1 في المئة فقط في أغسطس آب، وانخفض مؤشر أسعار المنتجين بنسبة 3 في المئة على أساس سنوي، متراجعاً للشهر الحادي عشر على التوالي، مع استمرار ضعف الأسعار في القطاع الصناعي.

(جوليانا لو – CNN)