أثار ملياردير هندي موجة غضب عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن طالب الشباب في بلاده بالعمل 70 ساعة أسبوعياً.
ففي محادثة نُشرت على موقع يوتيوب يوم الخميس، طالب رجل الأعمال نارايانا مورثي، المؤسس المشارك لشركة إنفوسيس للبرمجيات ووالد زوجة رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، شباب بلاده بزيادة ساعات العمل إلى 70 ساعة أسبوعياً لدعم اقتصاد الهند وتحويله لمصاف الاقتصادات المتقدمة في العالم.
ويرى مورثي أن الشباب بحاجة إلى العمل لساعات طويلة بشكل استثنائي إذا كانوا يريدون رؤية بلادهم تتحول لقوة اقتصادية عالمية، مشيراً إلى أن العمل الجاد كان الوسيلة الوحيدة التي لجأت إليها دول كبرى مثل ألمانيا واليابان في أعقاب الحرب العالمية الثانية للتعافي من ويلات الحرب والتحول لنماذج اقتصادية مذهلة أبهرت العالم.
فعلى حد وصف مورثي «الهند تحتاج إلى شباب مجتهد ذي عزيمة عالية ومنضبطة.. هذا هو بالضبط ما فعله الألمان واليابانيون بعد الحرب العالمية الثانية».
وانتقد الملياردير الهندي ميل بعض الشباب لتقليد الغرب في عادات سلبية لا تدعم اقتصاد البلاد، مشيراً إلى أن إنتاجية العمل في الهند هي واحدة من أدنى المعدلات في العالم، ودعا الهنود للتعلم من السياسات التي ساعدت الأسواق الناشئة الأخرى، خاصة الصين.
الشباب ينتقدون طبيعة العمل الشاقة
تأتي تعليقات مورثي بشأن العمل لساعات أطول في وقت يشهد تغيرات جذرية في ثقافة العمل لدى الصين ودول الغرب.
فقد تبنى العديد من الشباب في الصين منذ بضع سنوات فلسفة جديدة أطلقوا عليها اسم (الاستلقاء) لمحاربة ثقافة العمل المفرطة (996) في البلاد، والتي تفرض العمل من الساعة الـ9 صباحاً حتى الـ9 مساءً، لمدة ستة أيام في الأسبوع.
وفي الولايات المتحدة، زاد الإقبال على الاستقالة من العمل بشكل واضح في العام الماضي، بعد أن قرر المزيد من الأميركيين التوقف عن القيام بأعمال تتجاوز الوصف الوظيفي الذي اتفقوا عليه.
وواجهت تعليقات مورثي انتقادات واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ أظهرت العديد من الدراسات الاستقصائية في السنوات الأخيرة أن الهنود يشعرون بأنهم من بين الأشخاص الأكثر إرهاقاً في العمل والأجور المنخفضة في العالم.
وشارك مورثي، الذي تقدر ثروته بأكثر من أربعة مليارات دولار بحسب مجلة فوربس، في تأسيس شركة إنفوسيس عام 1981، لتصبح واحدة من كبرى شركات التعهيد واستشارات الأعمال في العالم.
(ديكشا مادهوك، CNN).