من المتوقع أن يرفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمعدل نصف نقطة مئوية يوم الأربعاء كمحاولة منه للتصدي للتضخم المتزايد ، وسيمثل هذا القرار الارتفاع السابع والأخير لهذا العام، وإن كانت تلك الزيادة المتوقعة هي الأقل مقارنة بالزيادات الأخيرة .
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
ولعل الحدث الرئيسي في اجتماع ديسمبر كانون الأول المرتقب سيكون الإعلان عن أهم التوقعات الاقتصادية، أو ما يعرف بالمخطط النقطي (Dot Plot)؛ حيث يولي المستثمرون اهتمامًا بالغًا بهذه التوقعات؛ بحثًا عن طريقة لتوقع مسار ارتفاع أسعار الفائدة خلال العام الجديد، وما بعد ذلك؛ إذ سيستمر قلقهم إن أظهرت تلك التوقعات التوجه نحو سياسة نقدية أكثر تشددًا؛ ما ينبئ بمزيد من الزيادات المرتقبة خلال العام القادم.
يذكر أن توقعات الفيدرالي المرتقبة، التي يتم تحديثها وإصدارها أربع مرات سنويًّا، تتضمن مخططًا يرسم مجموعة من النقاط، والذي يوضح توقعات كل من قادة الاحتياطي الفيدرالي التسعة عشر حيال أسعار الفائدة في المستقبل.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
كان بن برنانكي، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي السابق، هو أول من استخدم المخطط النقطي عام 2012، كوسيلة لطمأنة الشعب بأن قادة الاحتياطي الفيدرالي يخططون للإبقاء على أسعار الفائدة منخفضة في الوقت الحالي، أما الآن؛ فقد تبدل الحال، وأصبح المخطط النقطي يشير إلى أن أسعار الفائدة ستظل مرتفعة في المستقبل؛ ما يثير مخاوف المستثمرين ومراقبي الاحتياطي الفيدرالي على حد سواء.
وتكمن المشكلة الرئيسية -أيضًا- في كون المخطط النقطي غير كاف للتنبؤ بالمستقبل بشكل دقيق؛ فمع تغير البيانات الاقتصادية الكلية تتغير تبعًا لذلك توقعات الفيدرالي؛ فقد حذر جيروم بأول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي، العام الماضي من أن "المخطط النقطي لا يعد منهجًا كفؤًا للتنبؤ، ولتوقع تحركات أسعار الفائدة في المستقبل"، وأنه يجب التعامل معه بقدر كبير من الحذر، لكن هذا لم يمنع المستثمرين من انتظاره والاسترشاد به.
ومن الأسئلة المهمة المطروحة حاليًا: إلى أي مدى ستصل القفزة في أسعار الفائدة هذه المرة؟
وبالعودة إلى ديسمبر كانون الأول 2021، توقع الاحتياطي الفيدرالي أن تنتهي أسعار الفائدة هذا العام عند مستوى نحو 0.9%.
كما قال محللو غولدمان ساكس، الاثنين الماضي، إنهم يتوقعون أن يرتفع متوسط المخطط النقطي إلى ذروة جديدة في معدلات أسعار الفائدة على الأموال الفيدرالية عند مستوى 5% -5.25%، بعد أن وصل في سبتمبر أيلول الماضي إلى مستوى 4.5% -4.75%، ويشير ذلك إلى أن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي يتوقعون رفع أسعار الفائدة بنسبة نصف في المئة أكثر مقارنة بتوقعات المخطط من ٣ أشهر.
ومن المتوقع أن تضم توقعات الفيدرالي -أيضًا- بيانات كلية عن معدل البطالة ومعدل نمو الناتج المحلي الإجمالي. وستسلط هذه الأرقام الضوء على ما إذا كان مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي يتوقعون حدوث ركود، وإلى أي مدى يمكن التحمل بينما يواصلون مساعيهم للحد من نسب التضخم.