عقب قرنين من الحياد واتباع سياسة عدم الانحياز انضمت السويد رسمياً يوم الخميس لحلف الناتو لتصبح الدولة الاسكندنافية العضوة رقم 32 في الحلف، ورحبت عدد من الدول بانضمام السويد إلى الحلف من ضمنها أميركا والمجر وبولندا.
واتبعت السويد عدداً من الإجراءات العاجلة في موازنتها العامة بهدف الاستعداد للانضمام إلى حلف الناتو، وذلك بدايةً من عام 2023 بهدف تعزيز قدرتها الدفاعية العسكرية ومواكبة القوة العسكرية للدول الأعضاء.
وتشارك السويد منذ تسعينيات القرن الماضي في مهام عسكرية وتدريبات مشتركة مع قوات الناتو وقويت العلاقات بين الجانبين منذ سيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم في عام 2014.
خطة الدفاع الكلي
تستهدف خطة الدفاع الكلي بميزانية السويد الجديدة زيادة حجم الإنفاق العسكري ليصل إلى اثنين بالمئة من الناتج المحلي بحلول عام 2026 ما دفعها إلى تخصيص 7.3 مليار دولار لهذا البند بالميزانية.
وبلغت ميزانية 2023 للدفاع نحو 1.4 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للسويد، والذي بلغ خلال عام 2022 نحو 591.72 مليار دولار، كما تتضمن الخطة لعام 2023 بنداً إضافياً للإنفاق على الدفاع والأمن القومي يصل إلى 1.23 مليار دولار (13 مليار كورونا سويدية).
وبشكل عام -وقبل الانضمام إلى الحلف- تبلغ ميزانية السويد للإنفاق على الدفاع نحو 6.38 مليار دولار سنوياً.
وتشعر الحكومة السويدية بالقلق من أن ضعف العملة السويدية (الكورونا) يمكن أن يضعف قدرتها على تنفيذ خططها بشأن زيادة حجم انفاقها العسكري لتحقيق نسبة إنفاق الناتو المقررة بحلول عام 2026.
وشهد الاقتصاد السويدي في الربع الرابع من العام الماضي ثالث انكماش له، ما يشير إلى دخول البلاد فيما يعرف بالركود التقني، وأظهرت البيانات الصادرة عن هيئة الإحصاء السويدية أن الناتج المحلي الإجمالي للبلاد انخفض بنسبة 0.1 في المئة في الربع المنتهي في ديسمبر كانون الأول.
صناعات السويد العسكرية
ويشكل انضمام السويد لحلف الناتو إضافة عسكرية جديدة إذ تعتبر الصناعات العسكرية السويدية صناعات ذات كفاءة عالية وتطور، كما تعتبر السويد من الدول التي لها ثقل كبير بالصناعات العسكرية في أوروبا، وخاصة الصناعات المدفعية إذ تمتلك السويد خبرة كبيرة بهذا المجال والتي اكتسبتها عن طريق التعاون وتبادل الخبرات مع كبرى دول أوروبا الرائدة في هذه الصناعات مثل ألمانيا إلى جانب إنجلترا وسويسرا.
ويمتلك الجيش السويدي نحو 121 دبابة وأكثر من 14 ألف مركبة قتالية مدرعة و48 مدفعاً ذاتي الحركة، كما لدى السويد 367 قطعة بحرية متنوعة، منها 5 غواصات.
وتعتبر الشركة السويدية للصناعات الدفاعية (هاغلاندز) من الشركات الصناعية الأساسية ولها الدور الكبير بتزويد الجيش السويدي وبعض الجيوش الأوربية بمنتجات عسكرية متطورة اضافةً إلى تطوير اسلحة حديثة يتوقع لها أن تغير وجه سلاح المدفعية في المستقبل.
بحر البلطيق
ووفقاً لتقرير صحفي أصدرته مجلة لوبوان الفرنسية فإن دمج السويد مع حلف الناتو يسمح بالسيطرة على بحر البلطيق الواقع شمال القارة الأوروبية، إذ أصبحت جميع الدول المطلة على بحر البلطيق أعضاء بالحلف باستثناء روسيا.
وتضمن السويد وصول دول حلف الناتو إلى الشمال الكبير في ظل مقابلتها جزيرة (كولا) إذ يتمركز جزء من الأسطول الروسي هناك.