تُعَدّ جمهورية الكونغو الديمقراطية واحدة من أغنى الدول في العالم من حيث الموارد الطبيعية، إلا أن هذه الثروات هي نفسها السبب الرئيسي للصراعات المستمرة في البلاد.
إذ تعتبر الكونغو الديمقراطية مركزاً للتوترات السياسية والنزاعات المسلحة، حيث تتنافس العديد من القوى المحلية والدولية على السيطرة على الموارد الطبيعية الهائلة في البلد الإفريقي.
لماذا يحدث الصراع في الكونغو الديمقراطية؟
التنافس على الموارد الطبيعية يعد أهم أسباب الصراع في الكونغو الديمقراطية التي تمتلك احتياطيات ضخمة من المعادن الثمينة مثل الألماس، والنحاس، والكوبالت، والليثيوم، والزنك، والتنغستن، واليورانيوم، وفقاً لما ذكرته منظمة الشفافية الدولية.
وهذا الثراء الكبير في الثروة المعدنية جعل الكونغو هدفاً للشركات العالمية والمليشيات المحلية التي تسعى إلى السيطرة على هذه الثروات الضخمة.
ويغذي هذا الصراع، عدم الاستقرار السياسي في البلاد التي تعاني من حكومات غير مستقرة وانتشار الفساد، ما يعزز من التنافس بين الفصائل المسلحة للسيطرة على المناطق الغنية بالموارد.
أضف إلى ذلك التدخلات الخارجية في الكونغو الديمقراطية، حيث تشهد البلاد تدخلات من دول أجنبية تسعى لحماية مصالحها الاقتصادية والسياسية في المنطقة، ما يزيد من تعقيد الوضع الأمني والسياسي، وذلك في ظل الصراعات العرقية والإثنية الموجودة أصلاً في البلاد، إذ تعتبر النزاعات بين المجموعات العرقية والإثنية أحد العوامل المساهمة في استمرار الصراعات المسلحة في البلاد، وفقاً لهيومن رايتس ووتش وتقارير صادرة عن الأمم المتحدة.
الثروات الرئيسية في الكونغو الديمقراطية
تمتلك الكونغو الديمقراطية مزيجاً من الثروات المعدنية، جعلها مطمعاً للقوى الخارجية قبل الداخلية، يأتي على رأسها الألماس، حيث تُعتبر الكونغو الديمقراطية واحدة من أكبر منتجي الألماس في العالم، كما تمتلك البلاد ثاني أكبر احتياطي من النحاس في العالم.
أما معدن الكوبالت، فتملك الكونغو الديمقراطية منه نحو 60 في المئة من احتياطيات العالم.
والليثيوم، يعد أحد المعادن الذي تستحوذ الكونغو الديمقراطية على احتياطيات كبيرة منه، ويستخدم في صناعة البطاريات.
كما يملك البلد الإفريقي احتياطيات كبيرة من الزنك الذي يستخدم في صناعة الطلاء والمستحضرات الطبية، وكذلك معدن التنغستن الذي يُستخدم في صناعة الأسلحة والذخائر.
والمعدن السابع والمهم جداً، هو معدن اليورانيوم، فالكونغو الديمقراطية تعتبر من الدول الغنية بوجود اليورانيوم الذي يُستخدم في توليد الطاقة النووية، وذلك وفقاً لتقرير الثروات المعدنية في الكونغو الديمقراطية من البنك الدولي.
الكونغو الديمقراطية وعضوية أوبك
وفقاً للبيانات الرسمية لمنظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» حول إنتاج النفط، انضمت الكونغو الديمقراطية إلى المنظمة مؤخراً، ويبلغ إنتاجها النفطي نحو 25,000 برميل يومياً، بينما يُقدر احتياطيها من النفط بنحو 180 مليون برميل.
ويعزز انضمام الكونغو الديمقراطية إلى «أوبك» من دور البلد الإفريقي في سوق النفط العالمية، ويفتح فرصاً جديدة لتطوير قطاعه النفطي.
التداعيات الاقتصادية للصراع في الكونغو الديمقراطية
يعد التأثير على الاستثمار الأجنبي من أكبر التداعيات الاقتصادية للصراع في الكونغو، فحالة عدم الاستقرار السياسي والصراعات المسلحة تؤدي إلى عزوف المستثمرين الأجانب عن الاستثمار في البلاد؛ ما يعرقل التنمية الاقتصادية.
وينتقل ذلك إلى التأثير على إنتاج وتصدير الموارد، فالنزاعات تعطل عمليات استخراج وتصدير المعادن؛ ما يقلل من الإيرادات الحكومية ويؤثر سلباً على الاقتصاد الوطني.
وبشكل أكثر تأثيراً على السكان، فالصراع المستمر يزيد من الفقر والبطالة، لأنه يؤثر على فرص العمل والتنمية المحلية؛ ما يزيد من معدلات الفقر والبطالة.
كما أن تدمير البنية التحتية نتيجة الصراعات يعوق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، وتستنزف الصراعات المستمرة الموارد وتزيد من الاعتماد على المساعدات الإنسانية، ما يخلق عبئاً إضافياً على الاقتصاد، وفقاً لتقارير التنمية الاقتصادية الصادرة عن البنك الدولي.