مع انتشار خبر استقالة رئيسة وزراء بنغلاديش شيخة حسينة الملقبة بـ«السيدة الحديدية» وهروبها على متن طائرة مروحية عسكرية إلى الهند برفقة شقيقتها بعد ولاية دامت 15 عاماً، تتوجه الأنظار إلى أحد أفقر الاقتصادات في العالم والذي شهد انتعاشاً في ظل رئاستها ولكن مصحوباً باعتقالات جماعية للمعارضين السياسيين.
قال قائد الجيش في بنغلاديش، وقر الزمان، الاثنين، إنه يتم إجراء محادثات لتشكيل حكومة مؤقتة، وطالب المواطنين «بالكف عن العنف والثقة بالجيش»، وفقاً لما أوردته وكالة رويترز.
وانتشر الخبر مع استمرار المظاهرات التي اقتحمت قصرها بعد يوم من اشتباكات دامية أسفرت عن مقتل 100 شخص.
شهدت بنغلاديش، وهي واحدة من أفقر دول العالم منذ استقلالها عن باكستان في عام 1971، نمواً اقتصادياً بمعدل يزيد على ستة في المئة سنوياً منذ تولي حسينة الحكم عام 2009، ويشيد أنصار حسينة بقدرتها على الحكم التي تدعم صناعة وتصدير الملابس بشكل خاص.
مظاهرات غاضبة وانقطاع الإنترنت
تواجه حسينة اتهامات بـ«التسلط» من قبل طلاب قادوا مظاهرات منذ تموز 2024 بعد قرار بإعادة فرض حصص توظيف في القطاع العام، ولكن تحولت هذه المطالب إلى أكبر تحديات حكم حسينة والتي طالبت بتنحيها.
ودعا نشطاء طلابيون إلى مسيرة إلى العاصمة دكا يوم الاثنين في تحدٍ لحظر التجول في جميع أنحاء البلاد للضغط على حسينة للاستقالة، وأغلقت مداخل دكا يوم الاثنين مع انتشار وحدات من الجيش والشرطة في أنحاء المدينة، كما تم حجب الإنترنت تماماً قبل استعادته بعد بضع ساعات.
كما كانت قد أعلنت الحكومة عن «عطلة» لمدة ثلاثة أيام -فسرت على نطاق واسع على أنها حظر تجول- ما أدى إلى إغلاق الشركات والمحاكم.
لكن هذا لم يمنع عشرات الآلاف من الناس من التجمع في المدينة، استجابة لدعوة قادة الاحتجاج لبدء «مسيرة طويلة إلى دكا»، وكان الغضب شديداً بعد سقوط قتلى معظمهم من المحتجين يوم الأحد.
ارتفع العدد الإجمالي لقتلى الاشتباكات في بنغلاديش إلى 300 شخص على الأقل، بعد مقتل 94 شخصاً الأحد في أكثر الأيام دموية منذ أسابيع من المظاهرات المناهضة للحكومة، بحسب حصيلة لوكالة فرانس برس.
من هي شيخة حسينة؟
حسينة، ابنة الثوري الذي قاد بنغلاديش إلى الاستقلال، وهي التي أشرفت على نمو اقتصادي سريع في بلد وصفه رجل الدولة الأميركي هنري كيسنجر ذات يوم بأنه «حالة ميؤوس منها» لا يمكن إصلاحها، بحسب مقال صادر عن فاينانشال تايمز البريطاني في يناير 2024.
كانت حسينة تبلغ من العمر 27 عاماً عندما قتل ضباط الجيش المنشقون والدها ورئيس الوزراء الشيخ مجيب الرحمن ووالدتها وإخوتها الثلاثة في انقلاب عام 1975.
تخوفات من توسع رقعة لاشتباكات
وفي خضم الاحتجاجات الضخمة في بنغلاديش المجاورة، حذّر وزير الخارجية السابق والسفير السابق في بنغلاديش، هارش فاردان شرينجلا، يوم الاثنين من أن الاضطرابات قد تؤثر على الهند وقد تؤدي إلى إشعال فتيل عدم الاستقرار في أجزاء من البلاد.
وفي حديثه لوكالة أنباء ANI، قال شرينجلا إن بنغلاديش السلمية والمستقرة من شأنها أن تؤدي إلى تحسينها والدول المجاورة لها، بما في ذلك الهند.