تتصاعد وتيرة انتشار المخدرات الصناعية في جميع أنحاء العالم، محدثة أزمة غير مسبوقة تهدد الصحة العامة والأمن القومي للدول، مع الزيادة الحادة في الوفيات الناتجة عن الجرعات الزائدة، أصبحت المخدرات الصناعية، مثل الفنتانيل، العدو الأول للمجتمعات والاقتصادات، وتجد الدول نفسها في سباق مع الزمن لمكافحة هذا الخطر الداهم الذي يمتد عبر الحدود، فيما تتضافر الجهود الدولية لإيجاد حلول فعالة لهذا التهديد المتنامي.
وفي إطار جهود مكافحة التهديدات المتزايدة من المخدرات الصناعية، أشاد الرئيس الأميركي جو بايدن بالخطوات التي اتخذتها إدارته بالتعاون مع الدول الشريكة للحد من انتشار المخدرات القاتلة، مثل الفنتانيل، وذلك خلال فعالية لدعم «التحالف العالمي لمواجهة تهديدات المخدرات الصناعية» على هامش الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك يوم الثلاثاء.
وأكد بايدن في كلمته أمام الحضور «المواد الأفيونية هي أخطر تهديد مخدرات شهدناه في تاريخنا»، مشيراً إلى مسيرته الطويلة في مكافحة المخدرات منذ أن كان عضواً في مجلس الشيوخ، لكنه أقر بأن الأزمة الحالية هي الأكثر خطورة على الإطلاق.
وأشار الرئيس إلى الإجراءات التي تم اتخاذها في عهد إدارته، بما في ذلك توفير عقار ناكسالون المضاد للجرعات الزائدة بدون وصفة طبية، وتخصيص 80 مليار دولار من التمويل الفيدرالي لعلاج الإدمان والدعم، كما شدد على أهمية مذكرة الأمن القومي التي وقعها في يوليو تموز، والتي صنفت تدفق الفنتانيل إلى الولايات المتحدة تهديداً للأمن القومي.
من جانب آخر، شدد بايدن على الشراكات القائمة مع دول مثل المكسيك وكندا والصين لمعالجة استيراد وإنتاج المخدرات الاصطناعية، داعياً الدول إلى الانضمام إلى المعركة العالمية لمنع الوفيات الناجمة عن المواد الأفيونية، وقال: «رسالتي اليوم بسيطة للغاية: لا يمكننا أن نستسلم، لا يمكننا أن نستسلم».
وجاءت تصريحات بايدن في وقت تتزايد فيه المخاوف من تأثير الفنتانيل على المجتمع الأميركي، حيث أصبح الملف قضية رئيسية في الحملة الانتخابية، وسط اتهامات من الرئيس السابق دونالد ترامب لإدارة بايدن بالتساهل في ضبط الحدود الجنوبية.
ويهدف التحالف العالمي الذي أُعلن عنه إلى تعطيل سلاسل توريد المخدرات الصناعية، وتوسيع حملات التوعية العامة، بالإضافة إلى تعزيز العلاج والتعافي من الإدمان، في خطوة لتعزيز الاستجابة العالمية لهذه الأزمة المتفاقمة.