تستضيف الحكومة البريطانية قادة الأعمال الدوليين يوم الاثنين في محاولة لتأمين الاستثمارات التي تحتاج إليها بريطانيا بشدة، ولكن التحضيرات للقمة كانت فوضوية، حيث هددت إحدى الشركات الكبرى بإلغاء مشروعها.
يأمل رئيس الوزراء كير ستارمر، زعيم الحكومة العمالية الجديدة، أن تظهر قمة الاستثمار الدولية في لندن أن المملكة المتحدة هي «أفضل مكان في العالم للأعمال التجارية».
وقد تولى ستارمر السلطة منذ ثلاثة أشهر فقط بعد أن حقق فوزاً ساحقاً في الانتخابات العامة، ومع ذلك فإنه يواجه صعوبة بالفعل، حيث أظهر استطلاع أجرته شركة YouGov أن 18% فقط من البريطانيين يوافقون على أداء حكومته حتى الآن.
ترى حكومة حزب العمال أن حدث يوم الاثنين يمثل فرصة لتأكيد أجندتها الداعمة للأعمال التجارية وتحقيق الاستقرار في الاقتصاد بعد 14 عاماً من حكم المحافظين الفوضوي وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
من المتوقع أن يعلن ستارمر عن استثمارات بمليارات الجنيهات الإسترلينية.
وقد كشف بالفعل عن مشاريع طاقة خضراء بقيمة 24 مليار جنيه إسترليني (31.4 مليار دولار)، بما في ذلك استثمارات بقيمة 12 مليار جنيه من العملاق الإسباني «إيبردرولا» و8 مليارات جنيه من الشركة الدنماركية «أورستد».
«خارج الخدمة»
أولى ستارمر أهمية كبيرة لهذه القمة وسيفتتح الحدث بمحادثة مع إريك شميدت، الرئيس التنفيذي السابق لشركة «غوغل».
ومع ذلك، فقد واجه صعوبة في جذب كبار الشخصيات.
رغم أن نحو 200 من التنفيذيين في القطاع الخاص من المتوقع أن يحضروا، فإن العديد من رؤساء الشركات المتعددة الجنسيات وعمالقة التكنولوجيا قرروا عدم الحضور.
حتى فرصة لقاء الملك تشارلز الثالث في الحفل الختامي المقرر مساء الاثنين لم تقنعهم.
في مقال نقدي نُشر يوم الجمعة، عزت صحيفة «فايننشال تايمز» جزئياً ضعف الحضور في القمة إلى مخاوف بشأن «جودتها وتنظيمها».
قبل خمسة أيام من الحدث، لم يتم تأكيد موعد أو مكان البداية.
وأُفيد بأن شركتين أجنبيتين كانتا تبحثان عن معلومات عاجلة تفاجأتا بتلقيهما رسالة «خارج الخدمة» من المنظمين، وفقاً لصحيفة «فايننشال تايمز».
ثم تم الكشف عن قائمة الضيوف السرية للغاية عن طريق الخطأ، عندما أرسل المنظمون بريداً إلكترونياً إلى جميع المشاركين المؤكدين دون إخفاء عناوينهم.
وقال متحدث باسم وزارة الأعمال في بيان أُرسل إلى وكالة الأنباء الفرنسية (AFP): «هذا الخطأ نتج عن خطأ إداري بشري ونحن نعتذر للمتضررين».
توقيت القمة -الذي يتماشى مع وعد الحكومة بتنظيم الحدث قبل مرور 100 يوم على توليها السلطة- أثار أيضاً بعض القلق.
فهي تأتي قبل أسبوعين فقط من الميزانية الأولى لحزب العمال، حيث تستعد الشركات لاحتمال زيادة في ضريبة الأرباح الرأسمالية.
قالت سوزانا ستريتر، المحللة في «هارجريفز لانسداون»، لوكالة الأنباء الفرنسية (AFP): «فرض المزيد من الضرائب على المساهمين في الأرباح، من غير المرجح أن يشجع المشاركة في سوق الأسهم».