أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تقديم فرنسا دعماً للبنان بمئة مليون يورو، بالإضافة إلى تقديم إمدادات أساسية للجيش اللبناني، في المؤتمر الدولي لدعم لبنان في باريس، الذي افتُتح اليوم الخميس، على أمل جمع مئات الملايين من الدولارات، وتقديم دعم دبلوماسي للبلد الذي مزقته الحرب.
شنت إسرائيل هجوماً برياً ضد حزب الله في جنوب لبنان في أواخر سبتمبر أيلول بعد عام من تبادل إطلاق النار عبر الحدود.
وتسعى باريس إلى زيادة المساعدات الإنسانية لبلد تربطها به علاقات تاريخية، وله جالية كبيرة في فرنسا.
وقال وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، لمحطة آر.تي.إل الإذاعية، أمس الأربعاء، إن نحو 70 دولة و15 منظمة دولية ستحضر المؤتمر، متعهداً بأن فرنسا “لن تخذل لبنان”.
وأضاف «كل من دعوناه قال نعم»، من قائمة لم تشمل إيران أو إسرائيل.
ويشهد المؤتمر تبايناً بشأن مستوى التمثيل لكل دولة مشاركة في المؤتمر، على الرغم من أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هو الذي افتتح المؤتمر بحضور رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي.
وقالت أجنيس ليفالوا من معهد إيريمو الفرنسي لأبحاث الشرق الأوسط “يقوم الرئيس بعمله من خلال تنظيم قمة لإظهار أنه لا يتخلى عن شعب لبنان، لكنني لا أتوقع الكثير منها”.
ولكن حسني عبيدي، من مركز سيرمام في جنيف المتخصص في قضايا العالم العربي، وصف المؤتمر بأنه «الحركة الدبلوماسية الوحيدة حالياً لدعم لبنان»، منذ بحثت فرنسا والولايات المتحدة في الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي وقف إطلاق النار المؤقت في لبنان.
الحل الإنساني والسياسي
قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، خلال زيارة مفاجئة إلى بيروت، إنها ستحضر مؤتمر باريس “للمناقشة مع شركائنا الدوليين، الغربيين والعرب، حول كيفية إيجاد حل سياسي لهذا الوضع”.
وقالت إنه من “الملح أيضاً ضمان وصول المساعدات للشعب اللبناني بشكل مباشر في الأيام والأسابيع المقبلة“، مضيفة “لا يمكن حل هذا الصراع بالوسائل العسكرية وحدها”.
وفي بيان له، وصف رئيس الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، التجمع بأنه “مناسبة مهمة لحشد الدعم السياسي والاقتصادي العاجل للشعب اللبناني ولدعم سيادة البلاد”.
وقال وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، إن “الهدف أولاً وقبل كل شيء هو إعادة التأكيد على الحاجة إلى وقف إطلاق النار والحل الدبلوماسي وإنهاء الأعمال العدائية“، وأضاف أن فرنسا تريد “حشد المساعدات الإنسانية من أكبر عدد ممكن من البلدان”.
وقال مكتب ماكرون، أمس الأربعاء، إن المؤتمر يهدف إلى تحصيل 400 مليون دولار لمساعدة اللبنانيين النازحين بسبب القتال.
لكن كريم بيطار، الخبير في العلاقات الدولية في جامعة القديس يوسف في بيروت، يرى أن الاحتياجات إلى المساعدات شديد في لبنان إلى الحد الذي يجعلنا ننظر إلى قيمة المساعدات المستهدفة، حتى لو بلغت مئات الملايين من الدولارات، على أنها «نوع من الرعاية التلطيفية».
على الصعيد الدبلوماسي، تريد فرنسا إعادة تطبيق قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، الذي أنهى آخر حرب بين حزب الله وإسرائيل في عام 2006، وينص القرار على أن القوات المسلحة الوحيدة على الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل يجب أن تكون قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والجيش اللبناني.
وقال بارو إن إعادة تطبيق القرار 1701 بالكامل “سيسمح لنا بضمان سيادة لبنان ووحدته من ناحية، ومن ناحية أخرى إعطاء ضمانات أمنية لإسرائيل”.
(أ ف ب)