أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن يوم الثلاثاء عن أكثر من مليار دولار كمساعدات إنسانية لإفريقيا خلال زيارته إلى أنغولا، حيث تعرض الولايات المتحدة مشروع بنية تحتية رئيسياً يهدف إلى منافسة استثمارات الصين في القارة.

وُصف بايدن بأنه أول رئيس أميركي يزور المستعمرة البرتغالية السابقة، حيث التقى نظيره الأنغولي، جواو لورينسو، في وقت سابق من يوم الثلاثاء، وكان من المقرر أن يزور ميناء لوبيتو يوم الأربعاء للمشاركة في قمة بنية تحتية.

وفي حديثه في «متحف العبودية الوطني» على مشارف العاصمة لواندا، قال بايدن -الذي سيحل دونالد ترامب محله في رئاسة أميركا 20 يناير- إن الولايات المتحدة «ملتزمة بالكامل بإفريقيا» مؤكداً دعم واشنطن المالي للقارة السمراء.

وقال بايدن «أعلن عن أكثر من مليار دولار من الدعم الإنساني الجديد للأفارقة الذين تم تهجيرهم من منازلهم بسبب الجفاف التاريخي».

وسوف «يتناول الدعم الأمن الغذائي والاحتياجات العاجلة الأخرى للاجئين والنازحين داخلياً والمجتمعات المتأثرة في 31 دولة إفريقية»، وفقاً لبيان من وكالة الولايات المتحدة للتنمية الدولية.

وتواجه جنوب إفريقيا حالياً أسوأ جفاف تم تسجيله في المنطقة.

كما تحدث بايدن عن العبودية قائلاً إنها «الخطيئة الأصلية لأمتنا، وهي التي تطارد أميركا»، أثناء إلقائه خطاباً خارج المتحف الذي يعرض مقتنيات استخدمها تجار الرقيق في تجارة العبيد عبر المحيط الأطلسي من إفريقيا إلى الأميركتين التي استمرت ثلاثة قرون.

وكانت أنغولا في القرن التاسع عشر المصدر الأكبر للعبيد إلى الأميركتين، وفقاً لموقع «مكتب المؤرخ» التابع لوزارة الخارجية الأميركية.

وعند مغادرته المنصة، أخبر بايدن الصحفيين أنه كان «يتم إطلاعه» على الوضع في كوريا الجنوبية حيث أعلن الرئيس هناك حالة الطوارئ العسكرية.

المستقبل يمر عبر إفريقيا

تشير الزيارة، التي تعد الأولى لبايدن إلى منطقة جنوب الصحراء الكبرى منذ توليه منصبه، إلى «نقطة تحول» في العلاقات الثنائية مع أنغولا، وفقاً للرئيس الأنغولي.

وقال الرئيس لورينكو البالغ من العمر 70 عاماً والذي تم انتخابه في عام 2017 إنه يرغب في زيادة التعاون الاقتصادي والأمني مع الولايات المتحدة.

وقال بايدن، الذي استثمرت إدارته في مشروع سكة حديدية ضخم يهدف إلى نقل المعادن الحيوية من الدول الداخلية إلى ميناء لوبيتو الأطلسي في أنغولا للتصدير، «المستقبل يمر عبر أنغولا، عبر إفريقيا».

كما ناقش الرئيسان أمر روسيا والقلق من أن الأسلحة قد «تنتهي» في إفريقيا، وفقاً لمسؤول كبير في الإدارة الأميركية.

وعند سؤاله من الصحفيين حول عفوه عن ابنه هانتر، الذي تمت إدانته في قضايا جنائية تتعلق بالتهرب الضريبي وشراء سلاح ناري، لم يرد بايدن على الأسئلة.

في يوم الأربعاء، من المقرر أن يسافر بايدن إلى لوبيتو، على بعد نحو 500 كيلومتر (310 أميال) جنوب لواندا، لحضور قمة حول استثمار البنية التحتية يحضرها أيضاً زعماء من أنغولا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وتنزانيا وزامبيا.

يعد الميناء جزءاً من مشروع «ممر لوبيتو» الذي حصل على قروض من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وآخرين لإعادة تأهيل سكة حديد تربط جمهورية الكونغو الديمقراطية وزامبيا الغنية بالمعادن مع لوبيتو.

وقال كيربي: «إنه تحول حقيقي في مشاركة الولايات المتحدة في إفريقيا».

وأضاف: «إنه أملنا الصادق أن الفريق الجديد، عندما يدخل ويتطلع إلى هذا، سيرى كيف سيساعد في دفع قارة إلى وضع أكثر أماناً وازدهاراً وأكثر استقراراً اقتصادياً».

البديل الصيني

يعد مشروع لوبيتو جزءاً من المعركة الجيوسياسية بين الولايات المتحدة وحلفائها والصين، التي تمتلك مناجم في جمهورية الكونغو الديمقراطية وزامبيا من بين مجموعة من الاستثمارات في المنطقة.

وقال مسؤول أميركي كبير قبيل زيارة بايدن إن الحكومات الإفريقية تبحث عن بديل للاستثمار الصيني، خاصة عندما يؤدي إلى «العيش تحت ديون خانقة لأجيال قادمة».

تدين أنغولا للصين بمبلغ 17 مليار دولار، ما يعادل نحو 40% من إجمالي ديونها.

وقد دعت منظمات حقوق الإنسان بايدن إلى إثارة ملف حقوق الإنسان في أنغولا خلال زيارته.

وقالت منظمة العفو الدولية الشهر الماضي إن الشرطة الأنغولية قتلت ما لا يقل عن 17 محتجاً بين نوفمبر 2020 ويونيو 2023، وطلبت من بايدن أن يطالب أنغولا بالإفراج عن «خمسة من منتقدي الحكومة المحتجزين تعسفياً لأكثر من عام».

وقالت هيومن رايتس ووتش «يجب على بايدن أن يقف مع شعب أنغولا وأن يطلب تعهداً علنياً من رئيس أنغولا بالتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها قوات الأمن ومعاقبة المسؤولين عنها بشكل مناسب».

(أ ف ب)