قالت كريستين لاغارد رئيسة البنك المركزي الأوروبي، إن القارة الأوروبية تواجه ثلاثة تحديات كبرى في عام 2023، مشيرة إلى أن التحدي الأول يتمثل في إعادة النظر في كيفية حماية المصالح الحيوية لأوروبا في عالم سريع التغير.
وأضافت لاغارد في كلمتها خلال حفل استقبال لمشغل بورصة فرانكفورت «بصفتنا اقتصاداً منفتحاً على التجارة ومندمجاً بعمق في سلاسل التوريد العالمية، فإننا عرضة لمواجهة الرياح الجيوسياسية المعاكسة».
فعلى سبيل المثال، يتم استهلاك 35 في المئة من الإنتاج الصناعي لأوروبا خارج الاتحاد الأوروبي، وهو ما يزيد على الولايات المتحدة أو الصين، لذا بينما تتم كتابة الفصل التالي من قصة العولمة، نحتاج إلى ضمان أن تكون أوروبا رائدة، وليست مجرد تابع.
«تعد أوروبا الآن أكبر شريك تجاري لنحو 80 دولة، مقارنة بما يزيد قليلاً على 20 دولة للولايات المتحدة الأميركية، يمنحنا هذا قوة تفاوضية فريدة لتشكيل الانفتاح في اتجاه أوروبي وتقوية العلاقات مع الشركاء الرئيسيين»، وفقاً لرئيسة البنك المركزي الأوروبي.
الطاقة النظيفة
قالت لاغارد «يجب علينا أيضاً أن نكون مستعدين لمستقبل يمكن أن يشهد تفككاً في الاقتصاد العالمي، لذا فإن التحدي الثاني الذي يواجه أوروبا هو تطوير وتنويع مصادر النمو الخاصة بنا».
وأضافت رئيسة البنك المركزي الأوروبي «بما أن أمن الطاقة أصبح أمراً ضرورياً، فيمكننا وضع احتياجات الاستثمار المتعلقة بالمناخ -خاصةً في الطاقة النظيفة- في قلب نموذج النمو لدينا، بهدف تعزيز الطلب المحلي».
وقالت لاغارد «قد تصل هذه الاحتياجات السنوية من الاستثمارات إلى ما يقرب من نصف تريليون يورو في المتوسط حتى عام 2030، كما يمكننا استخدام التحول الأخضر كحافز لرقمنة الاقتصاد الأوروبي، نظراً لمساهمات التقنيات الرقمية في الحد من الانبعاثات العالمية بمقدار الخُمس بحلول عام 2050».
معدلات التضخم
أشارت رئيسة البنك المركزي الأوروبي إلى أن التحدي الثالث الذي يواجه أوروبا هو ارتفاع معدلات التضخم، ويرجع ذلك نسبياً إلى تأثر القارة بالتغيّرات الجيوسياسية والمتعلقة بالطاقة، إذ أدى توتر العلاقات مع روسيا العام الماضي إلى ارتفاع أسعار الطاقة في منطقة «اليورو»، لتصل إلى مستويات غير مسبوقة.
ولكن رغم تراجع أسعار الطاقة مؤخراً، فإن التضخم الأساسي ما زال في تصاعد.
وقالت كريستين لاغارد «يجب أن نخفّض معدلات التضخم، وسوف نحقق هذا الهدف في أقل من 6 أشهر، تزامناً مع رفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة بمقدار 250 نقطة أساس، وهي أسرع زيادة في تاريخنا».
وأضافت لاغارد «أن البنك يعتزم المُضي قدماً في سياسة رفع أسعار الفائدة بوتيرة ثابتة لكبح جماح التضخم».