مع استمرار اشتعال أجزاء من مقاطعة لوس أنجلوس بسبب حرائق الغابات والعواصف النارية، يبدو هطول الأمطار المتوقع هذا الأسبوع بمثابة راحة مُرحب بها، لكن كيفية هطول الأمطار هي التي ستحدد هل الأيام المُقبلة ستشكل فترة راحة من الكارثة أم تكراراً لها.
قالت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية إن مقاطعة لوس أنجلوس تواجه فرصة كبيرة لهطول أمطار واسعة النطاق هذا الأسبوع، تصل إلى 0.5 بوصة في الساعة.
لكن الأرض في لوس أنجلوس لم تشهد قطرة مطر هذا العام.
يقول أرييل كوهين عالم الأرصاد الجوية المسؤول عن مكتب هيئة الأرصاد الجوية الوطنية في لوس أنجلوس "الأرض أصبحت مثل الأسمنت؛ لا يمكنها قبول الماء، لذلك سيجري كل الماء سطحياً على الفور".
إذا هطلت الأمطار بوتيرة بطيئة وثابتة يمكن امتصاصها بواسطة الأرض المحروقة، في هذه الحالة ستكون الأمطار مفيدة، ولكن قد تتسبب ضخات الأمطار السريعة في حدوث فيضانات مفاجئة، من شأنها أن تؤدي إلى تفكك التربة والحطام على سفوح التلال المتفحمة، ما يؤدي إلى انحدارها نحو الأحياء المُدمرة بالفعل.
قال كوهين "قد يؤدي ذلك إلى تدفقات سريعة من الطين والصخور وحطام الحرائق إلى أسفل التل، وهذا سيدمر هياكل أخرى، ما يُشكل تهديداً للحياة والممتلكات".
قال رئيس إدارة الإطفاء في مقاطعة لوس أنجلوس، أنتوني مارون، لشبكة سي إن إن أمس السبت، إن القليل من الغطاء النباتي المتبقي "لا يكفي لصد الطين عندما يأتي الماء، خاصةً أن هذا المطر سيسقط مباشرةً على المجتمعات التي دمرتها هذه الحرائق المأساوية"، ويحذر مارون "أحضروا أكياس الرمل الأن لمنع تدفق الأمطار".
وقالت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية في منشور على موقع (إكس) "في حين أن تدفقات الحطام المدمرة ليست النتيجة الأكثر ترجيحاً، لا يزال هناك الكثير من عدم اليقين مع هذه العاصفة، التهديد شديد بما يكفي للاستعداد لأسوأ سيناريو".
استعدادات أفضل
تقول السلطات المحلية، التي تعرضت لانتقادات بسبب عدم قيامها بما يكفي لمنع الآثار المُدمرة لحرائق الغابات، إنها مستعدة للعواقب المحتملة لهطول الأمطار.
أصدرت عمدة لوس أنجلوس، كارين باس، أمراً طارئاً للمساعدة في منع المياه الملوثة والطين من دخول مصارف مياه الأمطار في المدينة، حيث تعمل المدينة على تسريع تنظيف الأحياء من الحطام وتركيب حواجز خرسانية في مناطق الحرائق.
يقول مارون إن إدارة الإطفاء تتعاون مع العمدة وقسم الأشغال العامة، كما يبحث علماء المياه خطط الإصلاح، ويتواصل المسؤولون مع السكان الذين عادوا إلى منازلهم في مناطق الإخلاء.
قالت إدارة موارد المياه في كاليفورنيا إنه تم وضع أكثر من 250 ألف كيس رمل في المناطق المعرضة للفيضانات، كما حفرت الطواقم حفراً في سفوح التلال تسمى "سدود الحطام" لالتقاط الرواسب التي تنجرف أثناء هطول الأمطار.
قال نائب رئيس إدارة الإطفاء في مقاطعة لوس أنجلوس، ديفيد ريتشاردسون، إن السكان في المناطق المعرضة لخطر الانهيارات الأرضية يجب أن يحصلوا على أكياس الرمل مسبقاً، وأن يقوموا بإغلاق مصادر الكهرباء والمياه والغاز في المنزل، وأكد توافر أكياس الرمل في محطات الإطفاء المحلية.
حذر ريتشاردسون قائلاً "ابتعد عن المناطق المعرضة للفيضانات، ولا تحاول اقتحام المياه المتحركة، ولا تحاول إنقاذ شخص جرفته المياه، بدلاً من ذلك، اتصل برقم 911".
تأتي توقعات هطول الأمطار في نهاية فترة تحذير أخرى (حمراء) دفعت ما يقرب من 100 ألف منزل إلى فصل الكهرباء كإجراء احترازي يوم الخميس.
قال مارون "نحن في اليوم التاسع عشر من الحرائق، لذلك نحن بحاجة إلى المطر، نحن فقط لا نحتاج إليه دفعةً واحدةً".
اندلاع حرائق غابات جديدة
لم تتوسع الحرائق الكارثية بمنطقتي باليساديس وإيتون خلال الأسبوع الماضي، بعد أن أودت بحياة 28 شخصاً وأحرقت أكثر من 40 ألف فدان منذ 7 يناير، لكن موجة من حرائق الغابات الجديدة عانت منها جنوب كاليفورنيا هذا الأسبوع.
واندلع حريقان جديدان بعد ظهر الخميس الماضي في مقاطعة سان دييغو.
ودفع حريق "بوردر 2" أجهزة الإطفاء إلى إصدار أمر إخلاء يوم الجمعة، وأُحرق أكثر من 6600 فدان حتى ظهر أمس السبت، وقام رجال الإطفاء باحتواء 10 في المئة من مساحات الحريق فقط، ولكن الأمر الجيد أن منطقة الحريق ليست مكتظة بالسكان، إلا أن "هناك تهديداً للبنية التحتية للاتصالات الحيوية"، وفقاً لقسم الغابات والحماية من الحرائق في كاليفورنيا.
في التوقيت نفسه تقريباً اندلع حريق جيلمان جنوب لا جولا، يوم الخميس الماضي، وأحرق فدانين قبل أن يتوقف عن التقدم.