مع احتفال العالم باليوم العالمي للطاقة النظيفة في عام 2025، يتواصل الزخم العالمي وراء الطاقة النووية، إذ من المقرر أن يولد مصدر الطاقة النظيفة مستويات قياسية من الكهرباء في العام المقبل.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وفقاً لوكالة الطاقة الدولية، فإن عصراً جديداً للطاقة النووية يلوح في الأفق، مع نمو الطلب على الكهرباء النظيفة والآمنة في جميع أنحاء العالم، ويتزايد عدد المشاريع والسياسات والاستثمارات الجديدة، بما في ذلك في التقدم التكنولوجي مثل المفاعلات النمطية الصغيرة (SMRs).
«يأتي هذا الخبر الذي يفيد بأن العالم سيتجاوز 1.5 درجة مئوية من الاحتباس الحراري في عام 2024، في وقت يتزايد فيه الطلب على الطاقة، وتتجه شركات التكنولوجيا التي تبحث عن كهرباء موثوقة ومنخفضة الكربون لتشغيل الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات، واحدة تلو الأخرى، إلى الطاقة النووية، سواء في شكل مفاعلات كبيرة تقليدية أو مفاعلات صغيرة»، كما قال المدير العام رافائيل ماريانو غروسي هذا الشهر في مقال في مجلة La Revue de l'Énergie.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وقد تجلى الزخم المتزايد للطاقة النووية في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، إذ دعت أول عملية تقييم عالمية بموجب اتفاق باريس إلى تسريع استخدام التكنولوجيات النووية وغيرها من التكنولوجيات منخفضة الانبعاثات للمساعدة في تحقيق إزالة الكربون بشكل عميق.
وكانت لحظة مهمة أخرى في مؤتمر المناخ كوب 28 في إكسبو دبي، عندما أطلقت أكثر من 20 دولة إعلاناً لمضاعفة قدرة الطاقة النووية بحلول عام 2050، وفي العام الماضي في مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين في باكو، أذربيجان، انضمت ست دول أخرى إلى الدعوة.
بفضل قدرتها على توفير الكهرباء منخفضة الكربون باستمرار على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، منعت الطاقة النووية نحو 70 غيغاطن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على مدى العقود الخمسة الماضية، وتستمر في تجنب أكثر من 1 غيغا طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، وفقاً لتقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية «تغير المناخ والطاقة النووية 2022».
الطاقة القابلة للتوزيع
وعلى النقيض من طاقة الرياح والطاقة الشمسية، توفر محطات الطاقة النووية والطاقة الكهرومائية طاقة قابلة للتوزيع، وهذا يعني أنها قادرة على تعديل إنتاجها لتلبية الطلب على الكهرباء، وبالإضافة إلى ذلك، فإن التوسع في استخدام الطاقة النووية في التطبيقات غير الكهربائية، بما في ذلك التدفئة المركزية، وإنتاج الهيدروجين، وتحلية المياه، والتدفئة للعمليات الصناعية، يوفر خيارات أخرى للحد من الانبعاثات.
في عام 2009، أجرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أول بعثة للتقييم الداخلي للطاقة النووية إلى دولة بدأت استخدام الطاقة النووية، ومنذ ذلك الحين، استضافت دول مختلفة بعثات التقييم الداخلي للطاقة النووية، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة، التي أنشأت بنجاح محطة براكة للطاقة النووية، ومن المتوقع هذا العام أن توفر نحو 25 في المئة من كهرباء الإمارات، ارتفاعاً من مساهمتها الحالية البالغة 20 في المئة، ما يقلل انبعاثات الكربون في البلاد بمقدار 22 مليون طن سنوياً.
وعلى نحو مماثل، استخدمت دول مثل السويد وفرنسا وفنلندا الطاقة النووية جنباً إلى جنب مع الطاقة الكهرومائية والطاقات المتجددة لإزالة الكربون إلى حد كبير من إنتاجها من الكهرباء، وتتمتع فرنسا بمستوى منخفض للغاية من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من توليد الكهرباء، إذ يأتي أكثر من 90 في المئة من كهربائها من مصادر منخفضة الكربون، و70 في المئة منها من الطاقة النووية، وتأتي 94 في المئة من كهرباء السويد من مصادر منخفضة الكربون، وأكثر من ثلثها يأتي من الطاقة النووية، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية.
الدول الوافدة
تشير أحدث توقعات الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن القدرة النووية العالمية ستزيد بمقدار 2.5 مرة على القدرة الحالية بحلول عام 2050، وفي الوقت الحاضر، تدير 31 دولة محطات للطاقة، مع تشغيل 419 مفاعلاً، بطاقة كهربائية إجمالية تبلغ 378.1 غيغاواط، وتنتج نحو 10 في المئة من كهرباء العالم.
بالإضافة إلى ذلك، هناك أكثر من 62 مفاعلاً قيد الإنشاء حالياً، ما يسلط الضوء على التبني المتزايد للطاقة النووية في جميع أنحاء العالم.
على سبيل المثال، في السنوات العشر الماضية، أضافت الصين 37 مفاعلاً نووياً، ليصل إجمالي عدد المفاعلات النووية لديها إلى 55، وفقاً لبيانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وخلال الفترة ذاتها أضافت الولايات المتحدة -التي تحتل حالياً المركز الأول عالمياً من حيث عدد المفاعلات النووية بواقع 93 وحدة- مفاعلين نوويين فقط.
ومن المتوقع أن يستمر هذا النمو التصاعدي، إذ تخطط الصين للموافقة على بناء ما بين ستة وثمانية مفاعلات جديدة سنوياً، كجزء من الجهود الرامية إلى زيادة إنتاجها من الطاقة النووية بسرعة، حسب ما ذكرت جمعية الطاقة النووية الصينية.