العلم والابتكار رهان الإمارات لحلول المياه

الأمن المائي من أبرز التحديات التي تواجه الدول، خاصة تلك الواقعة في المناطق الجافة وشبه الجافة.

وفي ظل قلة الموارد المائية الطبيعية والاعتماد الكبير على تحلية المياه، يُعدّ برنامج الإمارات لعلوم الاستمطار من المبادرات الواعدة التي تعزّز مستويات هطول الأمطار باستخدام أحدث التقنيات العلمية.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

وناقش ملتقى الاستمطار الدولي المنعقد بين 28 و30 يناير كانون الثاني 2025 في أبوظبي أحدث الابتكارات في أنظمة الطائرات بدون طيار ومواد تلقيح السحب، إلى جانب تعزيز مشاركة الشباب في أبحاث الاستمطار

وعلى هامش الملتقى، قالت مديرة برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار ومديرة إدارة البحوث وتحسين الطقس، المركز الوطني الإماراتي للأرصاد، علياء المزروعي لـCNN الاقتصادية، إن تقنيات الاستمطار أثبتت «جدواها الاقتصادية لقدرتها على توفير حل للأمن المائي»، وأضافت ان الدراسات أثبتت أن الاستمطار يزيد من معدلات منسوب تساقط المياه بين 10 و25 في المئة مع تفاوت وفق الظروف الجوية، الأمر الذي يشجّع على زيادة فاعلية هذه التقنيات من خلال تعزيز الجهود الدولية في تطويرها وإيجاد مواد وتقنيات تخدم هذا الغرض برأيها.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

إشاعات مغلوطة

على الرغم من الفوائد العديدة لتقنيات الاستمطار في الحفاظ على الأمن المائي ودعم التنمية الاقتصادية من خلال الزراعة المستدامة، والحفاظ على الموارد الطبيعية، وتحسين جودة الحياة، فإن هناك مخاوف وشكوكاً لدى البعض حول التأثيرات البيئية لهذه التقنيات. وهذا الأمر نفته المزروعي ناسبة خوف البعض إلى الشائعات المغلوطة بأن المواد المستخدمة في تقنيات الاستمطار لها مفاعيل سلبية على البيئة وفق دراسات وتقارير.

وشرحت أن برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار قام بدراسة شملت 10 مواقع مختلفة تضمنت المياه الجوفية والمياه السطحية والتربة ونجم عنها نفي قاطع لأي أثر سلبي في البيئة تخلفه تقنيات الاستمطار

برنامج الإمارات للاستمطار

برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار هو مبادرة وطنية أطلقت عام 2015 تحت إشراف المركز الوطني للأرصاد الجوية، بتمويل من وزارة شؤون الرئاسة.

يهدف البرنامج إلى تطوير تقنيات جديدة لزيادة معدلات هطول الأمطار، ما يسهم في دعم الأمن المائي للدولة والمنطقة، كما يعمل البرنامج على تشجيع البحث العلمي في هذا المجال عبر تمويل المشاريع البحثية المبتكرة التي يقودها علماء من مختلف أنحاء العالم.

ومنذ انطلاقه، حقق البرنامج العديد من الإنجازات البارزة، منها تنفيذ أكثر من 200 عملية استمطار سنوياً في مختلف أنحاء الإمارات، خاصة خلال فصل الصيف وتمويل 11 مشروعاً بحثياً دولياً من جامعات ومؤسسات علمية مرموقة مثل جامعة كولورادو بولدر ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، ما يعزّز التعاون العلمي العالمي.

كما عمل البرنامج على تطوير تقنيات جديدة في مجال الاستمطار، مثل استخدام الطائرات دون طيار لإطلاق المواد المحفزة بدقة أعلى وبكفاءة أكبر في تحسين معدلات هطول الأمطار.

ويندرج البرنامج ضمن استراتيجية الإمارات لتعزيز الأمن المائي وتقليل الاعتماد على تحلية المياه، التي تعد مكلفة وتستهلك كميات كبيرة من الطاقة، وأشار المدير العام للمركز الوطني للأرصاد الجوية في الإمارات، عبد الله المندوس، إلى أن تكلفة تحلية المياه أعلى 25 مرة من تكلفة الاستمطار الصناعي.

تحديات تفرض الابتكار

على الرغم من التقدم الكبير في تقنيات الاستمطار، لا تزال هناك تحديات تتعلق بمدى فاعلية هذه العمليات في ظل التغيّرات المناخية العالمية. ولذلك، يعمل العلماء على تطوير طرق أكثر دقة وفاعلية لتعزيز هطول الأمطار.

من المتوقع أن تستمر الإمارات في الاستثمار في هذا المجال، مع التركيز على استخدام الذكاء الاصطناعي والبيانات الجيومكانية لتحسين توقعات الطقس واختيار أنسب السحب لعمليات الاستمطار.

واستثمر برنامج الإمارات لعلوم الاستمطار نحو 22 مليون دولار تقريباً كمنح لابتكار تقنيات جديدة قابلة للتطبيق وذات أثر تشغيلي في دوراته الخمس الماضية كما قالت المزروعي.

هذا ويتطلع البرنامج في الفترة المقبلة إلى استقطاب أبرز المشاريع البحثية ضمن 5 مجالات بحثية من حول العالم تشمل مواد التلقيح المحسنة، وأنظمة تعزيز الاستمطار، والأنظمة الجوية المستقلة، والتدخل المناخي المحدود، إضافة إلى النماذج والبرمجيات والبيانات المتقدمة.

يذكر أن الحاصلين على منحة البرنامج نشروا 97 مقالاً بحثياً في مجلات علمية وشاركوا في أكثر من 115 مؤتمراً دولياً.