تدق أزمة أمن المياه ناقوس الخطر، إذ وصلت الخسائر الاقتصادية السنوية جراء عدم كفاية إمدادات المياه والصرف الصحي إلى نحو 260 مليار دولار أميركي وفق البنك الدولي، مع تحذيرات من خسائر مرتبطة بالمياه في الزراعة والصحة والدخل والممتلكات تصل لنحو 6 إلى 8 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لبعض مناطق العالم بحلول عام 2050.
ولغاية اليوم يفتقر نحو4.5 مليار شخص إلى خدمات الصرف الصحي المتوافقة مع أهداف التنمية المستدامة SDG6 ويتعذر على 2.1 مليار شخص منهم الوصول إلى مياه الشرب الآمنة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
إذاً الأزمة ليست مستقبلية، إنما تمثل تحدياً بارزاً يستدعي تكثيف الجهود الدولية لإيجاد حلول مبتكرة وذكية تساعد على تحقيق أمن المياه.
وشكَّل هذا التحدي القضية الأولى للنقاش في الملتقى الدولي السابع للاستمطار المنعقد بين 28 و30 يناير كانون الثاني 2025، في أبوظبي وبتنظيم المركز الوطني للأرصاد، وبرنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار الذي ركزت جلساته على دور الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الفضاء كرافعة أساسية لحلول مبتكرة لأمن المياه.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
الإمارات سباقة
نالت الإمارات وفق المشاركين الحضور العالمي كلاعب أساسي على الساحة الدولية في استخراج حلول لأزمة المياه، وقال رئيس مجلس المياه العالمي، لويك فوشون، إن الوضع بات مثيراً للقلق بسبب التطورات المناخية والتزايد الديموغرافي في الكثير من البلدان في جميع أنحاء العالم.
وتعد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من أكثر المناطق عرضة لإجهاد مائي مرتفع وفق منظمة الأغذية والزراعة، وفي حين تمثل المنطقة 6 في المئة من سكان العالم إلا أنها تحتوي على 1 في المئة فقط من الموارد المائية العذبة.
ونوَّه فوشون إلى أن أبوظبي -وللعام الثاني على التوالي- لا تزال عاصمة المياه العالمية مشيداً بالجهود المبذولة والسعي الدائم لإيجاد الحلول وتعزيز البحث والابتكار.
وتلتزم الإمارات بهدف تعزيز أمنها المائي بالابتكار وتعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات المائية، لترسيخ دورها كمركز عالمي للتميز في مجال علوم الطقس والاستمطار.
وتتبنى الإمارات سياسات شاملة تعتمد على دمج الاستراتيجية الوطنية للأمن المائي 2036 الهادفة إلى خفض الطلب على الموارد المائية بنسبة 21 في المئة، وزيادة إنتاجية المياه بنسبة 75 في المئة، وتحسين إعادة استخدام المياه المعالجة إلى 95 في المئة باستراتيجيات الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الفضاء بهدف تحقيق الفائدة القصوى واستخراج حلول لأزمة المياه المتزايدة.
الذكاء الاصطناعي
سهلت تقنيات الاستشعار وتكنولوجيا إنترنت الأشياء في تحليل البيانات الخاصة بالتربة والطقس لتقليل در المياه في الزراعة بنسبة تصل إلى 40 في المئة، كما ساعدت أنظمة الذكاء الاصطناعي في رصد التسربات في الشبكات بشكل فوري وتحسين كفاءة محطات التحلية عبر خوارزميات تتنبأ بالطلب وتعدل الإنتاج تلقائياً.
وقال أستاذ مشارك في قسم الهندسة المدنية والبيئية والمحيطات، معهد ستيفنز للتكنولوجيا، مروان التميمي «لعب الذكاء الاصطناعي دوراً كبيراً في مجال الطقس والمناخ بشكل عام، ومن الواضح أن النماذج تتطور وهي في طريقها للتغلب على النموذج القديم القائم على الفيزياء والنماذج التقليدية».
وبرأي التميمي فإن الشرط الوحيد لاستمرار هذا المسار هو تغذية نماذج الذكاء الاصطناعي ببيانات موثوقة وذات قيمة، كاشفاً سعي عدة دول لتعزيز بيانات الأفراد Citizen Data بهدف تزويد الذكاء الاصطناعي بالوقود الذي يحتاج إليه لمخرجات أفضل.
وأضاف، «هناك جهد عالمي تبذله بلدان مختلفة لتطوير نماذج وأطر لجمع المزيد من البيانات، بالاعتماد على الفضاء ومراقبة الأرض من الأقمار الصناعية، ولكن أيضاً وضع أجهزة استشعار على الأرض لجمع البيانات المحلية».
هل الحلول من الفضاء؟
كشف وزير الرياضة الإماراتي ورئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء أحمد بن عبد الله بالهول الفلاسي لـCNN الاقتصادية على هامش منتدى دافوس 2025 أن إجمالي استثمارات الإمارات في قطاع الفضاء وصل إلى 40 مليار درهم.
وتُظهر سياسة الفضاء الإماراتية التزاماً واضحاً بدمج التكنولوجيا الفضائية في الأمن المائي، سواء من خلال مراقبة الموارد، تعزيز الاستمطار، أو تطوير تقنيات جديدة لمعالجة وتحلية المياه، هذا التكامل بين الفضاء والمياه يعكس رؤية الإمارات الطموحة لبناء مستقبل أكثر استدامة وتعزيز مكانتها كدولة رائدة في الابتكار البيئي والتكنولوجي.
وقال الرئيس التنفيذي لـ«بيانات للحلول الذكية» التابعة لـ«سبيس 42»، حسن الحوسني إن الذكاء الاصطناعي هو عامل مسرع يوفر تحليلاً شاملاً للبيانات معززة بقدراته على خلق الرابط بينها وتحليلها لاستخلاص معلومات تدعم صناع القرار.
ونوَّه الحوسني بالدور الذي تلعبه منصة جي أي كيو التي هي شراكة مع وكالة الإمارات للفضاء تعتمد على الذكاء الاصطناعي في تصوير وتحليل البيانات لتقديم خدمة للشركات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة في استخدام نظام المنصة لخلق قدرات إضافية لتحقيق التأثير المطلوب.