تنذر
التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على واردات النفط من كندا والمكسيك باضطرابات في سوق النفط الأميركي والعالمي، وفقاً لمحللين في مجال الطاقة تحدثوا مع CNN الاقتصادية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وأضاف المحللون أن التعريفات الجمركية قد تربك صناعة تكرير النفط في أميركا والتي تعتمد على واردات النفط الكندي والمكسيكي، وسيمتد أثرها على
أسعار النفط العالمية، لكن حدة التأثير قد يوقفها زيادة المعروض من النفط حالياً وزيادة التدفقات من أوبك+.
وأقر ترامب رسوماً جمركية على واردات أميركا من النفط من كندا والمكسيك بنسبة 10 في المئة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وتعد كندا هي أكبر مورد أجنبي للنفط الخام إلى أميركا.
ووقفاً لحسابات CNN الاقتصادية المستندة على بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية فإن واردات أميركا من النفط من
كندا مثلت نحو 54 في المئة من إجمالي الواردات الأميركية للنفط.
أسعار النفط
استجابت أسعار النفط سريعاً لهذه التعريفات، إذ صعد خام برنت خلال تداولات اليوم بنحو 2 في المئة ليبلغ خلال التعاملات الفورية 73.91 دولار للبرميل.
ويقول أندريه كوفاتاريو، المؤسس المشارك في ECERA لـ CNN الاقتصادية إن أسعار الطاقة تشهد صعوداً مؤقتاً في الوقت الحالي بسبب الرسوم الجمركية، مشيراً إلى أن هناك احتمالية لارتفاعات جديدة، إذ أعلنت أميركا عن إجراءات إضافية كالتي ألمحت لها فيما يتعلق بالاتحاد الأوروبي.
ويتوقع ديفيد جوربناز، المتخصص في أسواق النفط ومحلل أسواق النفط في ICI أن ترتفع الأسعار مؤقتاً خلال فترة من أسبوعين إلى شهرين، إذ ستتفاعل الأسواق مع التدفقات المعطلة وزيادة التوترات التجارية.
ويضيف لـCNN الاقتصادية أنه على المدى الطويل لا تزال التوقعات الأوسع بتراجع أسعار النفط مع وفرة المعروض العالمي ونمو الطلب المعتدل والقدرة الفائضة الكبيرة لمنتجي أوبك+.
ويقول: «تباطأ النمو الاقتصادي بسبب التوترات التجارية المطولة، سيؤدي إلى إضعاف الطلب على النفط، ما يعزز الضغوط لتراجع الأسعار».
ويقول أندريه كوفاتاريو، إنه من المرجح أن تتخذ أوبك نهج الانتظار والترقب، وتقييم التأثيرات المحتملة للطلب قبل تعديل استراتيجية إنتاجها، مشيراً إلى أن المجموعة لديها قدرة احتياطية كافية لموازنة الأسواق العالمية مرة أخرى إذا لزم الأمر.
لكن هذه الرسوم قد لا تكون خبراً سعيداً للمنتجين الكنديين إذ أن بنك غولدمان ساكس يتوقع أن يتحمل منتجو النفط الكنديون في النهاية معظم عبء التعريفة الجمركية مع خصم أكبر من المعتاد بمقدار 3 إلى 4 دولارات للبرميل على الخام الكندي؛ نظراً لأسواق التصدير البديلة المحدودة.
مصافي النفط الأميركية
ويمكن للتعريفات الجمركية أن تعطل التكرير والتدفقات التجارية الخاصة بمصافي التكرير الأميركية في الغرب والتي تعتمد بشدة على الخام الكندي، وفقاً لكوفاتاريو.
ويقول إنه في حين أن مصافي تكرير ساحل الخليج الأميركية ستكون أقل تضرراً، فإن أي إجراءات انتقامية من كندا والمكسيك يمكن أن تزيد من تكاليف صادرات الطاقة الأميركية وخاصة المنتجات المكررة.
ووفقاً لوزارة الطاقة الأميركية، فإن كندا والمكسيك هما أهم مصدرين لواردات الخام الأميركية، ويشكلان معاً نحو ربع النفط الذي تحوله المصافي الأميركية إلى منتجات وقود مثل البنزين ووقود التدفئة.
ويتوقع غولدمان ساكس أن يتحمل المستهلكين الأميركيين للمنتجات المكررة ما بين 2 إلى 3 دولارات للبرميل.
ويقول إنه ستتم إعادة توجيه واردات النفط المنقولة بحراً من كندا والمكسيك إلى أسواق أخرى مع استبدال الولايات المتحدة لتلك الإمدادات بالنفط الخام من أوبك وأميركا اللاتينية والمنتجات المكررة من أوروبا.
وقال أماربريت سينغ المحلل في باركليز في مذكرة «الموقف المرن نسبياً من واردات الطاقة الكندية ينبع على الأرجح من الحذر».
وأضاف «من المرجح أن تؤثر الرسوم الجمركية على واردات الطاقة الكندية سلبا على أسواق الطاقة المحلية أكثر من واردات الطاقة المكسيكية، بل وقد يكون لها تأثير عكسي على أحد أهم أهداف الرئيس وهو خفض تكاليف الطاقة».