شهدت القاهرة، اليوم الاثنين، توقيع اتفاق تاريخي بين مصر وقبرص وشركة إيني الإيطالية، إلى جانب توتال إنرجي، لتطوير واستغلال موارد الغاز في حقل كرونوس بلوك 6 القبرصي، ما يعزز دور البلدين كمركز إقليمي للطاقة في شرق البحر المتوسط. وقَّع الاتفاق وزير البترول والثروة المعدنية المصري كريم بدوي، ووزير الطاقة والتجارة والصناعة القبرصي جورج بابانستاسيو، والرئيس التنفيذي لشركة إيني كلاوديو ديسكالزي، بحضور الرئيسين عبد الفتاح السيسي ونيكوس خريستودوليديس، خلال افتتاح معرض إيجيبس، الحدث الأبرز في قطاع الطاقة بمصر، بحسب بيان رسمي لإيني الإيطالية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
تعزيز البنية التحتية المصرية كمركز إقليمي للطاقة
يهدف الاتفاق إلى تطوير حقل كرونوس، المكتشف في عام 2022، والذي تقدر احتياطياته بأكثر من 3 تريليونات قدم مكعبة من
الغاز، من خلال نقل الإنتاج إلى منشآت المعالجة المصرية القائمة، وعلى رأسها حقل ظهر، ومن ثم إسالته في مصنع دمياط للغاز الطبيعي المسال لتصديره إلى الأسواق الأوروبية.
ويعد هذا التعاون نقطة تحول استراتيجية في استغلال موارد الغاز بشرق المتوسط، إذ تستفيد مصر من بنيتها التحتية المتطورة لتعزيز أمن الطاقة الأوروبي وتقليل الاعتماد على الإمدادات الروسية، في ظل استمرار التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على أسواق الطاقة العالمية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
أهمية الاتفاق لمصر وقبرص
قال كلاوديو ديسكالزي، الرئيس التنفيذي لشركة إيني «هذا الاتفاق يمهد الطريق لإيصال الغاز القبرصي إلى الأسواق العالمية بسرعة، ما يسهم في تعزيز أمن الطاقة وتنافسية الإمدادات، كما أنه يستفيد من البنية التحتية المصرية الحالية، ما يجعلها عنصراً رئيسياً في تنمية قطاع الطاقة بالمنطقة».
من جانبه، أشار وزير البترول المصري إلى أن هذا التعاون يعكس التزام مصر بتطوير صناعة الغاز وتحقيق الاستفادة المثلى من موارد المنطقة، بينما أكد الوزير القبرصي أن المشروع يعزز دور قبرص كمنتج ومصدر رئيسي للغاز الطبيعي.
إيني وتعزيز استثماراتها في المنطقة
تمتلك شركة إيني الإيطالية، التي بدأت عملياتها في مصر منذ عام 1954، حضوراً قوياً في صناعة الطاقة الإقليمية، إذ تنتج حالياً نحو 280 ألف برميل يومياً من النفط المكافئ، كما تشارك إيني في العديد من الامتيازات القبرصية، بما في ذلك بلوك 8، وبلوك 7، وبلوك 11، وتدير بلوك 6 بحصة 50 في المئة.
الآفاق المستقبلية للطاقة في شرق المتوسط
مع هذا الاتفاق، تستعد مصر لتعزيز مكانتها كمركز إقليمي لتجارة وتصدير الغاز، مستفيدة من مصانع الإسالة المتطورة في دمياط وإدكو، حيث تعد مصر الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك بنية تحتية متكاملة للغاز الطبيعي المسال.
ويعزز هذا التعاون قدرة المنطقة على مواكبة الطلب المتزايد على الغاز في أوروبا، وسط توجه الاتحاد الأوروبي نحو تنويع مصادر الطاقة، وتقليل الاعتماد على الغاز الروسي.
هذا المشروع يمثل خطوة حيوية ضمن استراتيجية الطاقة المصرية، ويعكس رؤية الحكومة لتعظيم الاستفادة من موقعها الجغرافي ومواردها الطبيعية، في ظل التحولات الكبرى التي يشهدها سوق الطاقة العالمي.
{{ article.formatted_date }}
