ارتفعت أسعار النفط، يوم الخميس، بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة متعلقة بإيران؛ ما زاد من التوترات في الشرق الأوسط، وذلك رغم قوة الدولار التي حدّت من المكاسب.
وأنهت العقود الآجلة لخام برنت التعاملات مرتفعةً بمقدار 1.22 دولار، أو 1.72%، لتصل إلى 72 دولاراً للبرميل.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
كما أغلق عقد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي لشهر أبريل على ارتفاع قدره 1.10 دولار، أو 1.64%، عند 68.26 دولار للبرميل، في حين استقر عقد مايو الأكثر تداولاً على ارتفاع قدره 1.16 دولار، أو 1.73%، عند 68.07 دولار.
جاءت هذه المكاسب بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة تستهدف كيانات من بينها، لأول مرة، مصفاة صينية مستقلة تُعرف باسم «تيبوت»، وسفناً قامت بتزويد هذه المصافي بالنفط الإيراني، تعد الصين أكبر مستورد للنفط الإيراني، بينما تلعب المصافي المستقلة دوراً رئيسياً في شراء الخام الإيراني، وتنتج إيران أكثر من 3 ملايين برميل يومياً من النفط الخام.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وقال فيل فلين، كبير المحللين في مجموعة «برايس فيوتشرز»، إن «السوق كانت بحاجة إلى محفز للتحرك، وقد كان هذا القرار هو العامل الذي دفع الأسعار للارتفاع مجدداً».
تخفيضات إضافية في إنتاج النفط
في سياق متصل، أصدرت مجموعة «أوبك+» جدولاً زمنياً جديداً يحدد التزامات سبع دول، من بينها روسيا وكازاخستان والعراق، بخفض إنتاجها النفطي لتعويض الإنتاج الزائد عن المستويات المتفق عليها، وبحسب بيانات «أوبك»، ستصل التخفيضات الشهرية إلى ما بين 189 ألف برميل يومياً و435 ألف برميل يومياً، وستستمر حتى يونيو 2026.
من ناحية أخرى، ارتفعت مخزونات النفط الخام الأميركية بمقدار 1.7 مليون برميل، متجاوزة توقعات سابقة بزيادة 512 ألف برميل فقط، وفقاً لاستطلاع أجرته «رويترز».
ضغوط الدولار ومخاوف التعريفات الجمركية
حدّ من مكاسب النفط ارتفاع الدولار الأميركي بنسبة 0.5%، ما يجعل النفط أكثر تكلفة للمشترين من حاملي العملات الأخرى، كما أبقى مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة دون تغيير يوم الأربعاء، لكنه أشار إلى أنه لا يتعجل في خفض الفائدة هذا العام بسبب عدم اليقين بشأن التعريفات الجمركية الأميركية.
وعلى الرغم من أن خفض أسعار الفائدة عادةً ما يدعم النشاط الاقتصادي وزيادة الطلب على الطاقة، فإن بعض المحللين يتوقعون أن يكون ارتفاع أسعار النفط في الفترة المقبلة غير مستقر.
وقال كلفن وونغ، كبير محللي السوق في «أواندا»، «إن أسواق النفط تتجه حالياً نحو ارتفاع متذبذب»، مشيراً إلى أن إجراءات التحفيز الاقتصادي في الصين وتجدد التوترات بين إسرائيل وحماس قد تدفع الأسعار للارتفاع.
تصاعد المخاطر الجيوسياسية
ارتفعت المخاطر الجيوسياسية بعد أن شنت إسرائيل عملية برية جديدة في غزة يوم الأربعاء، منهيةً وقف إطلاق نار دام قرابة شهرين.
وفي سياق متصل، حذّر محللو «جيه بي مورغان» من أن العقوبات الاقتصادية ستظل في دائرة الضوء، خاصة مع تبني إدارة ترامب نهجاً أكثر صرامة تجاه فنزويلا وإيران وروسيا.
كما واصلت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية على أهداف تابعة للحوثيين في اليمن؛ رداً على هجمات الجماعة على السفن في البحر الأحمر، بينما تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمحاسبة إيران على أي هجمات حوثية مستقبلية.
إضافةً إلى ذلك، أثارت توجهات ترامب لفرض تعريفات جمركية على كندا والمكسيك والصين مخاوف من حدوث ركود اقتصادي، وهو ما شكل ضغوطاً على أسعار النفط.
وقال فلين: «يبدو أن مخاوف التعريفات الجمركية تحدّ من ارتفاع أسعار النفط حالياً».
من جانبها، توقعت «جي بي مورغان» أن تتعافى أسعار خام برنت إلى نطاق يتراوح بين منتصف وأعلى 70 دولاراً للبرميل خلال الأشهر المقبلة، قبل أن تنخفض إلى أقل من 70 دولاراً مع نهاية العام، بمتوسط يبلغ نحو 73 دولاراً للبرميل.