تراجعت أسعار النفط بشكل طفيف يوم الأربعاء، في ظل حالة من عدم اليقين الناتجة عن تغييرات السياسة الجمركية الأميركية، ما دفع المتداولين إلى تقييم التأثير المحتمل للحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين على النمو الاقتصادي والطلب على الطاقة. وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 18 سنتاً، أو بنسبة 0.3 بالمئة، لتصل إلى 64.49 دولار للبرميل بحلول الساعة 03:15 بتوقيت غرينتش، في حين تراجعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 16 سنتاً أو 0.3 بالمئة لتسجل 61.17 دولار، وكان كلا الخامين قد تراجع بنسبة 0.3 بالمئة يوم الثلاثاء.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
تباطؤ الطلب العالمي
وقالت وكالة الطاقة الدولية، يوم الثلاثاء، إن الطلب العالمي على النفط يتوقع أن ينمو هذا العام بأبطأ وتيرة منذ خمس سنوات، كما أن ارتفاع الإنتاج الأميركي سيتباطأ أيضاً، وذلك بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على شركاء التجارة وردودهم الانتقامية.
وقال ييب جون رونغ، محلل الأسواق في شركة IG: «لا يزال المستثمرون يواجهون صعوبة في إيجاد حافز يدفع الأسعار إلى تعافٍ قوي، خاصة في ظل التوقعات بتباطؤ النمو العالمي نتيجة الرسوم الأميركية، وهو ما يهدد الطلب على النفط».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وأضاف: «الاتجاه النزولي لأسعار النفط ما زال قائماً، وقد يتلاشى التفاؤل المؤقت بشأن التراجع المحتمل في الرسوم، فيما قد تعيد البيانات الاقتصادية المرتقبة الأسواق إلى واقع أكثر تشاؤماً».
وقالت وكالة الطاقة الدولية إن الطلب العالمي على النفط هذا العام من المتوقع أن يرتفع بمقدار 730 ألف برميل يومياً، بانخفاض حاد عن توقعات الشهر الماضي البالغة 1.03 مليون برميل يومياً، هذا التخفيض في التوقعات أكبر من الخفض الذي أعلنت عنه منظمة أوبك يوم الاثنين.
وقال تيتسو إيموري، الرئيس التنفيذي لشركة Emori Fund Management: «كما أوضحت وكالة الطاقة الدولية، من المرجح أن يظل نمو الطلب محدوداً، والاختلال بين العرض والطلب العالمي على النفط يضغط على السوق، إذا تعافى سوق الأسهم، الذي يعاني حالياً من ضغوط الرسوم الجمركية، فقد نشهد ارتفاعاً في أسعار النفط يدفع خام غرب تكساس لتجاوز 65 دولاراً، لكن دون هذا الدعم، من المرجح أن تظل الأسعار في أوائل الستينيات».
وقد أدت المخاوف من تصعيد الرسوم الجمركية من قبل ترامب، إلى جانب ارتفاع الإنتاج من مجموعة أوبك+، التي تضم منظمة أوبك وحلفاءها مثل روسيا، إلى تراجع أسعار النفط بنحو 13 بالمئة منذ بداية الشهر الحالي.
اللايقين وخفض الأسعار
وقد دفعت حالة عدم اليقين المتعلقة بالتوترات التجارية عدداً من البنوك، بما في ذلك UBS وBNP Paribas وHSBC، إلى خفض توقعاتها لأسعار النفط.
وقد رفع ترامب الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى مستويات باهظة، ما دفع بكين إلى فرض رسوم انتقامية على الواردات الأميركية في حرب تجارية متصاعدة بين أكبر اقتصادين في العالم، وهو ما تخشى الأسواق أن يؤدي إلى ركود عالمي.
وفي غضون ذلك، ارتفعت مخزونات النفط الخام الأميركية بمقدار 2.4 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 11 أبريل نيسان، في حين انخفضت مخزونات البنزين بمقدار 3 ملايين برميل، وتراجعت مخزونات نواتج التقطير بمقدار 3.2 مليون برميل، بحسب ما أفادت به مصادر السوق، استناداً إلى بيانات معهد البترول الأميركي يوم الثلاثاء.