في ظل شتاء يقترب وحرب لم تهدأ، تجد أوكرانيا نفسها أمام معضلة متفاقمة في ملف الطاقة، فقد حذر الرئيس السابق لشركة تشغيل خطوط الغاز، في البلاد، سيرجي ماكوجون من أن أوكرانيا قد تضطر إلى استيراد ما يصل إلى 6.3 مليار متر مكعب من الغاز لتأمين احتياجات موسم التدفئة 2025– 2026، بعد أن تراجعت المخزونات المحلية إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق. قال ماكوجون عبر قناته على تطبيق تليغرام، إن الهجمات الروسية على منشآت الإنتاج شرق البلاد أجبرت كييف على سحب كميات أكبر من الغاز خلال الشتاء والربيع، ما أدى إلى استنزاف المخزون وزيادة الاعتماد على الواردات.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وحسب بيانات من جمعية مشغلي البنية التحتية للغاز في أوروبا (GIE)، فقد بلغ مستوى التخزين في 16 أبريل نيسان نحو 0.7 مليار متر مكعب فقط، أي ما يعادل 2.22 في المئة من السعة التخزينية الكاملة، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ القطاع الأوكراني.
لتجاوز الأزمة، يشير ماكوجون إلى أن البلاد بحاجة لتجميع 12.8 مليار متر مكعب من الغاز في المخزون قبل الشتاء، منها 4.6 مليار متر مكعب مخصصة لما يُعرف بـ«الغاز العازل»، اللازم للحفاظ على ضغط التشغيل في الخزانات، ووفقاً لحساباته، فإن الإنتاج المحلي لن يكون كافياً، وستُضطر البلاد لاستيراد ما لا يقل عن 5.5 مليار متر مكعب، وربما حتى 6.3 مليار متر مكعب.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
لكن التحدي الأكبر لا يكمن فقط في الكميات، بل في التمويل، ماكوجون قدّر تكلفة هذه الواردات بنحو 3 مليارات دولار، في حين أن الأموال المتاحة حالياً لا تكفي سوى لشراء 0.4 مليار متر مكعب فقط.
من جانبها، قدّرت شركة النفط والغاز الحكومية «نفتوغاز» حجم الاستيراد المطلوب عند مستوى أقل يبلغ 4.6 مليار متر مكعب، في محاولة لتقليل الفجوة، لكن الواقع المالي لا يزال يشكّل ضغطاً كبيراً على الحكومة، التي باتت بحاجة ماسة لإيجاد تمويل سريع، إما من خلال الدعم الغربي أو الاقتراض أو اتفاقيات استيراد طويلة الأجل.
في مارس الماضي، كان دميتري ليبا، المدير التنفيذي لشركة تشغيل الشبكة آنذاك، قد أشار إلى أن أوكرانيا بحاجة لاستيراد نحو 4 مليارات متر مكعب من الغاز لتغطية موسم التدفئة، نصفها من الغاز الطبيعي المسال، لكن مع استمرار الاستنزاف، يبدو أن التقديرات السابقة لم تعد كافية.
(رويترز)
{{ article.formatted_date }}
