لا تُسارع الدول الآسيوية إلى الحصول على إمدادات الطاقة الأميركية رغم أن زيادة وارداتها من النفط الخام والغاز الطبيعي المسال والفحم ستساعد في تحقيق مطالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتحقيق التوازن في تدفقات التجارة بين الجانبين. تسعى الاقتصادات الآسيوية إلى كسب ود ترامب وإعفائها من الرسوم الجمركية المرتفعة المفروضة عليها، التي أعلنها الرئيس الأميركي في 2 أبريل، ثم قام بتعليقها لاحقاً لمدة 90 يوماً.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
خلال أول أربعة أشهر من إقامة ترامب في البيت الأبيض، انخفضت واردات شرق ووسط آسيا من إمدادات الطاقة الأميركية مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
انخفضت واردات النفط الخام في الفترة (فبراير: مايو 2025) إلى 1.53 مليون برميل يومياً، مقارنة بنحو 1.55 مليون برميل يومياً في الفترة نفسها من عام 2024، وفقاً لبيانات من شركة كبلر لتحليل أداء السلع.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
بلغت واردات شرق ووسط آسيا من الغاز الطبيعي المسال الأميركي 4.78 مليون طن متري في الفترة من فبراير إلى مايو، بانخفاض قدره 40 في المئة عن 8.04 مليون طن في الأشهر الأربعة نفسها من العام الماضي.
وبلغت واردات الفحم بجميع أنواعه 13.79 مليون طن في الفترة نفسها، بانخفاض عن 14.19 مليون طن في الفترة من فبراير إلى مايو من العام الماضي.
ما تُظهره هذه الأرقام هو أن شرق ووسط آسيا، أكبر منطقة مستوردة للسلع في العالم، لا تزيد مشترياتها من السلع الأميركية.
الاستثناء هو الهند التي تشتري المزيد من الولايات المتحدة، حيث تُقدّر شركة كبلر الواردات الهندية من النفط الخام الأميركي بنحو 253 ألف برميل يومياً خلال الأشهر الأربعة من فبراير إلى مايو، مقارنة بنحو 175 ألف برميل يومياً خلال نفس الفترة من العام الماضي.
وبلغت واردات الهند من الفحم الأميركي 8.82 مليون طن خلال الأشهر الأربعة من فبراير إلى مايو، بزيادة قدرها 12 في المئة على 7.85 مليون طن للفترة نفسها من العام الماضي.
وفي حين أن النفط الأميركي لا يزال يُشكّل أقل من 10 في المئة من إجمالي واردات الهند، ويمثّل الفحم الأميركي نسبة ضئيلة من إجمالي واردات الهند من الفحم، إلا أن ارتفاع الواردات جدير بالملاحظة نظراً لارتفاع تكلفة نقل وشحن النفط والفحم الأميركيين مقارنةً بالمنافسين.
واردات اليابان
استوردت اليابان، ثاني أكبر مشترٍ للفحم الأميركي، 1.75 مليون طن خلال الفترة من فبراير إلى مايو، بانخفاض عن 2.15 مليون طن للأشهر نفسها عام 2024.
كما انخفضت مشتريات اليابان من الغاز الطبيعي المسال الأميركي، حيث وصل إلى 1.04 مليون طن فقط خلال الفترة من فبراير إلى مايو، بانخفاض عن 1.75 مليون طن للفترة نفسها عام 2024.
يُرجّح أن يكون انخفاض شحنات الغاز الطبيعي المسال الأميركي إلى آسيا مرتبطاً بالأسعار، حيث أدى ارتفاع الأسعار إلى تحويل وجهة الشحنات إلى أوروبا، التي تتعطش لشحنات الغاز الطبيعي المسال لإعادة ملء المخازن التي استُنفدت خلال فصل الشتاء.
الصين الصفرية
أضر فقدان الصين كسوق للغاز الطبيعي المسال الأميركي وسط حرب التعريفات الجمركية المستمرة بالكميات المتجهة إلى آسيا، حيث أظهرت شركة كبلر عدم وصول أي شحنات إلى أكبر مشترٍ للوقود في مارس وأبريل ومايو.
كما انخفضت واردات الصين من الفحم الأميركي إلى ما يقرب من الصفر، حيث وصلت شحنة واحدة فقط تبلغ نحو 35 ألف طن في مايو، وفقاً لشركة كبلر، بينما لم يتم استيراد أي نفط خام في مايو.
خارج الهند، فإن المستورد الرئيسي الوحيد الآخر في آسيا الذي زاد مشترياته من الطاقة الأميركية هو كوريا الجنوبية، حيث ارتفعت واردات النفط الخام إلى ثاني أعلى مستوى لها على الإطلاق في مايو عند 593 ألف برميل يومياً.
كما رفعت كوريا الجنوبية وارداتها من الغاز الطبيعي المسال الأميركي في الأشهر الأخيرة، حيث بلغ 560 ألف طن في مايو وهو الأعلى منذ أكتوبر من العام الماضي، وتتوقع كبلر زيادة أخرى في يونيو إلى 570 ألف طن.
أوراق الضغط
تشير الصورة العامة إلى أن مستوردي السلع الأساسية في آسيا يترددون إلى حد كبير في زيادة وارداتهم من الطاقة الأميركية.
قد يكون السبب أنهم ما زالوا يخططون لاستخدام الواردات كورقة ضغط في المحادثات مع إدارة ترامب، أو قد يكون السبب أيضاً أن أسعار النفط الخام والفحم والغاز الطبيعي المسال الأميركيين أصبحت غير تنافسية.
ولكن النتيجة، في الوقت الحالي على الأقل، أن شراء المزيد من الطاقة الأميركية لعلاج الخلل في الميزان التجاري الأميركي ما زال أمراً غير وارد في آسيا.