بعد انفجار ناقلة قبالة سواحل ليبيا.. ما أبرز كوارث ناقلات النفط في التاريخ؟

صورة أرشيفية لحريق ناقلة نفط (رويترز)
بعد انفجار ناقلة قبالة سواحل ليبيا.. ما أبرز كوارث ناقلات النفط في التاريخ؟
صورة أرشيفية لحريق ناقلة نفط (رويترز)

في حادثة تُعيد إلى الأذهان بعضاً من أسوأ الكوارث البيئية البحرية، أعلنت وسائل إعلام ليبية، يوم الاثنين 30 يونيو، عن وقوع انفجار في غرفة المحركات على متن ناقلة النفط اليونانية «فيلامورا»، بينما كانت تبحر قبالة السواحل الليبية، محملة بنحو مليون برميل من النفط الخام، في طريقها إلى ميناء جبل طارق.

ووفقاً لتصريحات شركة «TMS Tankers» المالكة للناقلة، لم تسفر الحادثة عن أي إصابات بشرية أو تسريبات نفطية، وقد جرى سحب السفينة إلى ميناء يوناني لتقييم حجم الأضرار، ورغم أن الحادث وقع قبل ثلاثة أيام، فإن الشركة لم تُفصح عنه رسمياً سوى يوم الاثنين.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

ورغم محدودية الأضرار في حادث «فيلامورا»، فإنه يعيد التذكير بسلسلة من الحوادث البحرية المأساوية التي شهدها العالم خلال العقود الماضية، حين تحولت ناقلات نفط إلى مصدر لكوارث بيئية هائلة.

وفي ما يلي أبرز تلك الحوادث:

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

إكسون فالديز– ألاسكا، الولايات المتحدة (1989)

في 24 مارس 1989، اصطدمت ناقلة النفط «إكسون فالديز» التابعة لشركة Exxon بالصخور في خليج برنس ويليام بألاسكا، ما أدى إلى تسرب نحو 260 ألف برميل من النفط الخام، وقد تسبب الحادث في تلويث أكثر من 2000 كيلومتر من السواحل، وتدمير الحياة البحرية والنظم البيئية.

فرضت الولايات المتحدة بعد الحادث تشريعات صارمة تتعلق بتصميم وتشغيل ناقلات النفط، أبرزها قانون «OIL POLLUTION ACT» لعام 1990، وفقاً لـU.S. Environmental Protection Agency.

أموكو كاديز– فرنسا (1978)

في 16 مارس 1978، جنحت ناقلة النفط الأميركية «أموكو كاديز» قبالة سواحل بريتاني شمال غرب فرنسا بسبب عطل ميكانيكي، تسرب من السفينة نحو 223 ألف طن من النفط الخام، ما أدى إلى تلويث نحو 300 كيلومتر من الساحل الفرنسي.

يُعد هذا الحادث من أسوأ الكوارث البحرية التي شهدتها أوروبا، وفقاً لـFrench Ministry of the Sea.

ديب ووتر هورايزن– خليج المكسيك (2010)

في 20 أبريل 2010، انفجرت منصة الحفر البحرية «ديب ووتر هورايزن» التابعة لشركة BP البريطانية، ما أسفر عن مقتل 11 عاملاً وتسرب ما يقرب من 4.9 مليون برميل من النفط إلى مياه خليج المكسيك على مدار 87 يوماً.

تُعتبر هذه الحادثة أسوأ كارثة بيئية نفطية في تاريخ الولايات المتحدة، وبلغت تكلفة الغرامات والتعويضات أكثر من 60 مليار دولار، وفقاً لـU.S. Department of Justice.

تورّي كانيون– المملكة المتحدة (1967)

في 18 مارس 1967، ارتطمت ناقلة النفط البريطانية «توري كانيون» بصخور قبالة سواحل كورنوال، ما أدى إلى تسرب نحو 120 ألف طن من النفط الخام، لجأت السلطات البريطانية إلى استخدام مواد كيميائية بشكل مكثف لتفتيت البقع النفطية، وهو ما فاقم من الأضرار البيئية، وفق The Guardian.

كاستيلو دي بيلفر– جنوب إفريقيا (1983)

في أغسطس 1983، شبّ حريق في ناقلة النفط «كاستيلو دي بيلفر» قرب رأس الرجاء الصالح بجنوب إفريقيا، وغرقت السفينة لاحقاً وعلى متنها أكثر من 250 ألف طن من النفط، لم يتمكن رجال الإنقاذ من احتواء الكارثة، ما تسبب في تلوث بحري كبير أضرَّ النظم البيئية الساحلية، كما ذكرت South African Maritime Safety Authority.

أتلانتيك إمبراس– كندا (1979)

في يوليو 1979، اصطدمت الناقلة «أتلانتيك إمبراس» مع سفينة أخرى في خليج سانت لورانس الكندي، ما أدى إلى نشوب حريق هائل استمر عدة أيام وتسرب نفطي بلغ نحو 287 ألف طن، لم تؤدِ الكارثة إلى تسرب ضخم، إذ احترق أغلب النفط، لكن تلوث الهواء والمياه كان كبيراً، كما جاء في Canadian Coast Guard Archives.

إريكا– فرنسا (1999)

في ديسمبر 1999، انقسمت الناقلة «إريكا» إلى نصفين في عرض البحر قبالة سواحل بريتاني، أثناء عاصفة قوية، تسرب نحو 20 ألف طن من النفط الثقيل، ما تسبب في نفوق آلاف الطيور البحرية وتلوث الشواطئ، أدى الحادث إلى تشديد الرقابة الأوروبية على السفن القديمة، وفقاً لـEuropean Maritime Safety Agency

حادثة ميناء داليان– الصين (2010)

في يوليو 2010، اندلع حريق في أحد الخزانات النفطية في ميناء داليان شمال شرق الصين، إثر انفجار خط أنابيب مرتبط بناقلة نفط، نتج عن الحادث تسرب نفطي بلغ نحو 1500 طن، وأدى إلى تلوث المياه وتوقف النشاط البحري في واحدة من أكبر الموانئ الصينية، وفقاً لوكالة Xinhua News Agency.

ناقلة صافر– اليمن (2020 - مستمر)

ترسو الناقلة «صافر» قبالة ميناء الحُديدة اليمني منذ سنوات دون صيانة، وهي تحمل أكثر من مليون برميل من النفط الخام، يحذر خبراء الأمم المتحدة من خطر تسرب وشيك يهدد البحر الأحمر والدول المطلة عليه، واصفين الناقلة بأنها «قنبلة بيئية موقوتة»، وفقاً United Nations Environment Programme.

ناقلة «فيلامورا» تنضم إلى القائمة (2025)

الانفجار الأخير على متن ناقلة «فيلامورا» قبالة السواحل الليبية لم يسفر عن كارثة بيئية، حسب الشركة المشغلة، لكنه يعيد تسليط الضوء على ضعف الاستجابة المبكرة لهذه الحوادث في مناطق النزاع، وخطورة نقل النفط البحري في مناطق ذات بنى تحتية بيئية هشة.

وفي الختام، تُظهر هذه الحوادث هشاشة البنية التحتية العالمية لنقل النفط بحراً، وتبرز أهمية تعزيز إجراءات السلامة البحرية واستخدام التكنولوجيا لمراقبة المخاطر، ورغم أن الربح هو المحرك الأساسي لصناعة النفط، فإن الأخطاء أو الإهمال قد يُكلف البيئة والاقتصاد ثمناً باهظاً يدوم سنوات.