تعتبر الماسة «كولينان» واحدة من أشهر وأكبر الماسات في التاريخ، وقد ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بالتراث الملكي البريطاني، بفضل حجمها الاستثنائي وجمالها الرائع، أصبحت هذه الماسة رمزاً للثروة والسلطة، وهي جزء لا يتجزأ من التاج الإمبراطوري البريطاني وصولجان الملك.

اكتُشفت ماسة كولينان في جنوب إفريقيا في منجم كولينان في 26 يناير كانون الثاني 1905، وسميت على اسم توماس كولينان، رئيس منجم بريمير، حيث عُثر عليها بالقرب من بريتوريا في ترانسفال، مستعمرة بريطانية (الآن مقاطعة في جنوب إفريقيا)، واكتُشف الحجر من قبل فريدريك جي إس ويلز، مدير التعدين السطحي في المنجم الذي حصل على مكافأة قدرها 10000 دولار لاكتشاف الماسة القيمة، وفقا لـworldhistory.

وقُدمت الماسة كهدية عيد ميلاد لإدوارد السابع ملك إنجلترا (حكم 1901-1910) من قبل حكومة ترانسفال.

وكان وزن الماسة نحو 3106 قراريط، ما يعادل 621.35 غرام، ما يجعلها واحدة من أكبر الماسات الطبيعية التي تم اكتشافها على الإطلاق، وعندما تم اكتشافها، قُيمت بأكثر من 21 مليون دولار من أموال اليوم.

على الرغم من قيمتها الهائلة، أُرسلت الماسة بشكل مشهور عن طريق البريد المسجل من جنوب إفريقيا إلى إنجلترا.

تقسيم ماسة كولينان

بعد اكتشافها، خضعت الماسة «كولينان» لعملية تقسيم دقيقة تحت إشراف صائغ الألماس الشهير «تشارلز كولينان»، وقد تم تقسيم الماسة إلى تسع قطع رئيسية، أعطى كل منها اسماً من كولينان الأول إلى التاسع، و96 ماسة أصغر.

وأبرز هذه الماسات:

ماسة «كولينان الأول»

تُعرف أيضاً باسم «النجمة الكبرى» أو «نجمة إفريقيا الكبرى»، وتزن نحو 530.2 قيراط، ويُعد هذا الجزء الأبرز من الماسة، ويُستخدم في صولجان الملك، وتعد أكبر ماسة مقطوعة عديمة اللون في العالم.

ماسة «كولينان الثاني»

يبلغ وزنها نحو 317.4 قيراط، وتُستخدم كقطعة مركزية في التاج الإمبراطوري البريطاني الذي يستخدم في تتويج الملوك البريطانيين.

والماسات السبع الأخرى الكبرى، بأوزان متفاوتة، 94.4 قيراط، و63.6 قيراط، و18.8 قيراط، و11.5 قيراط، و8.8 قيراط، و6.8 قيراط، و4.4 قيراط، وتُستخدم جميعها في المجوهرات الملكية.

ويتم ارتداء الماسات الكبيرة الأخرى بشكل مختلف كقلادات ودبابيس، وتظل جزءاً من مجموعة المجوهرات الخاصة لإليزابيث الثانية (حكمت 1952- 2022).

والماسات السبع الكبيرة المقطوعة من الحجر الأصلي، والمسماة كولينان الثالث إلى التاسع، كلها رائعة وماسات كبيرة في حد ذاتها، ولتحقيق أقصى استفادة منها، تم قطع أشكال مختلفة منها ثلاثة هي بندلوك (على شكل كمثرى)، واثنان من قطع ماركيز (معينات ممدودة)، وواحد مستطيل وواحد مربع، وتم التقاط صور فوتوغرافية لتوثيق عملية القطع والتلميع، والعديد منها الآن جزء من المجموعة الملكية.

بالإضافة إلى التسع الكبار، قُطعت 96 ماسة صغيرة أخرى من قطعة كولينان الأصلية، وكان هناك أيضاً ما تبقى من الشظايا غير المصقولة معاً تزن تسعة قراريط، وقد فقد نحو 65 في المئة من الماس الخام الأصلي، القطعتان النجمتان لهذه المجموعة هما كولينان الثالث، وهو حجر على شكل كمثرى يزن 94.4 قيراط، وكولينان الرابع المقطوع مربعاً الذي يزن 63.6 قيراط.

صولجان الملك والتاج الإمبراطوري

صولجان الملك يحتوي على الماسة «كولينان الأول»، وتُعد رمزاً للسلطة الملكية، فصولجان الملك هو أحد أبرز رموز التاج الملكي البريطاني، ويُستخدم في المناسبات الملكية الرسمية.

والتاج الإمبراطوري البريطاني يتزين بواحدة من أبرز قطع الألماس من «كولينان»، وهي الماسة «كولينان الثاني»، ويعتبر التاج الإمبراطوري جزءاً من التاج الملكي البريطاني، ويُستخدم في تتويج الملوك والأحداث الرسمية الكبرى.

القيمة الاقتصادية للماسة كولينان

تُعد ماسات «كولينان» من أغلى الماسات في العالم بسبب حجمها وقيمتها التاريخية، وتختلف تقديرات قيمتها بناءً على الوضع الاقتصادي وظروف السوق، لكنها تُمثل قيمة مالية ضخمة تتجاوز ملايين الدولارات.

في مزادات الألماس الفاخرة، يتم بيع الماسات الكبيرة والنادرة بأسعار تتراوح بين عشرات الملايين ومئات الملايين من الدولارات، وعلى سبيل المثال، فإن تقديرات الماسة «كولينان الأول» قد تتراوح بين 400 إلى 500 مليون دولار بناءً على تقديرات غير رسمية من خبراء الألماس.

الماسة «كولينان» ليست مجرد جوهرة، بل هي جزء من التراث الملكي البريطاني، ومصدر فخر للتاريخ الملكي، من خلال صولجان الملكة والتاج الإمبراطوري، تستمر هذه الماسة في تجسيد الرونق والهيبة التي تمثلها الملكية البريطانية.