شهد قطاع ألعاب الفيديو في عام 2024 واحدة من أحلك السنوات في تاريخه، حيث واجه موجات من تسريح الموظفين وإغلاق الاستوديوهات في ظل تراجع الاستثمارات، ويأتي ذلك في وقت تستعد فيه الصناعة للاحتفال بالنسخة العاشرة من جوائز ألعاب الفيديو في لوس أنجلوس، فكيف واجهت الشركات هذا التحدي؟ وما هي الآمال المرتقبة لعام 2025؟

في 2024، مرّ قطاع ألعاب الفيديو بفترة عصيبة وصفها البعض بأنها «الأحلك في تاريخ الصناعة»، على الرغم من استمرار السوق في تحقيق إيرادات بلغت 187.7 مليار دولار، فإن ذلك لم يحمِ العديد من الاستوديوهات من الإغلاق، مثل فرعي «يوبيسوفت» في سان فرانسيسكو وأوساكا، واستوديو «فاير ووك» التابع لشركة «سوني» الذي واجه الفشل التجاري للعبة «كونكورد».

سقوط حر للصناعة

مايك بيثيل، رئيس استوديو بريطاني، وصف الوضع عبر منصة «بلو سكاي» بأنه «سقوط حر» يعكس حال الصناعة، وقد أشار تقرير لموقع «غايم إندستري لاي أوفس» إلى تسريح 14,500 موظف عالمياً خلال 2024، بزيادة ملحوظة مقارنة بالعام الماضي.

على الرغم من النمو، شهدت الصناعة انخفاضاً كبيراً في الاستثمارات، مع توجه رؤوس الأموال نحو قطاعات أخرى، أبرزها الذكاء الاصطناعي، دفع هذا التحدي الشركات الكبرى إلى التنويع، مثل توجه «نينتندو» نحو السينما بإصدار فيلم «سوبر ماريو براذرز»، الذي حصد نجاحاً كبيراً.

نجاحات محدودة وخيبات أمل كبيرة

بينما صمدت ألعاب مثل «كول أوف ديوتي»، واجهت ألعاب كبرى مثل «فاينل فانتاسي 7» و«ستار وورز أوتلوو» مبيعات مخيبة للآمال، وفي المقابل، حصدت ألعاب متواضعة من استوديوهات صغيرة نجاحاً كبيراً، مثل «هيلدايفرز 2» و«بالوورلد».

الصين تتصدر المشهد

كانت اللعبة الأكثر نجاحاً في 2024 «بلاك ميث: ووكونغ»، التي باعت أكثر من 25 مليون نسخة عالمياً، 70% منها في الصين، وتعزز الصين مكانتها في هذا القطاع، مستفيدة من تكاليف تطوير أقل مقارنة بأوروبا وأميركا، ووجود عمالقة مثل «تينسنت».

متى تنتهي الأزمة؟

توقَّع المحلل شارل لوي بلاناد أن يشهد عام 2025 بداية تعافي الصناعة، مدعوماً بإصدارات مرتقبة مثل «جي تي إيه 6» وأجهزة الجيل الجديد من «نينتندو».

في ظل هذه التوقعات، يبدو أن الصناعة تستعد لاستعادة زخمها، لكن يبقى التحدي في قدرة الشركات على التكيف مع التغيرات وتحقيق استدامة طويلة الأمد.