200 شركة ناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا جرى تصفية أعمالها خلال السنوات الخمس الماضية، في مرحلة التمويل الأولية، وفق ما صرحت به فرح النحلاوي قائدة فريق الأبحاث في ماغنيت، (منصة لجمع وتحليل البيانات الخاصة برواد الأعمال والاستثمار الجريء)، لـCNN الاقتصادية.
ويُقاس نجاح الشركات الناشئة ليس فقط بعدد الجولات التمويلية التي تمكنت من إغلاقها بل بمدى قدرتها على تحقيق النمو والتخارج الذي يضمن تقييماً جيداً للشركة لا سيما في ظل الضغوطات الجيوسياسية والاقتصادية التي نشهدها حول العالم.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
متوسط أعمار
يتفاوت متوسط عمر الشركات الناشئة بحسب المراحل التمويلية؛ وفي هذا السياق كشفت فرح النحلاوي أن 1 في المئة فقط من الشركات الناشئة تصل إلى مراحل تمويل Series C+ فيما يصل هذا المعدل إلى 5 في المئة في مراحل التمويل الأولى ما قبل البذرة والبذرة.
وأفاد تقرير لـClear World بشأن الشركات الناشئة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بأن 21 في المئة من الشركات في مرحلة ما قبل البذرة أي 257 شركة تعثرت ولاقت نحو 23 في المئة من الشركات المصير نفسه في مرحلة البذرة أي نحو 85 شركة.. فيما تضاءل العدد إلى 21 شركة متعثرة في مرحلة النمو وبنسبة 21 في المئة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وتؤثر عدة عوامل -برأي النحلاوي- في أداء الشركات الناشئة مثل التأثيرات الجيوسياسية والفجوات في مراحل التمويل.
وأوضحت أن المستثمر، وللتحوط من المخاطر المكلفة، يفضل الاستثمار في المراحل المبكرة التي تتطلب رأس مال أقل لا سيما أن الاستثمار في الصفقات الكبرى يعتمد على عدة عوامل منها نجاح الشركة والعائدات المحققة وتقييم الشركة، ويبقى نقص السيولة تحدياً بارزاً للشركات الناشئة برأيها.
من جانبها، أفادت سارة النعيمي، المديرة التنفيذية لمركز الشارقة لريادة الأعمال، بأن 35 في المئة من فشل الشركات الناشئة سببه غياب الدراسات الكافية للسوق وتقديم منتج لا يحظى بمعدلات طلب عالية.
وأضافت أن صعوبة الحصول على التمويل وغياب التدفق النقدي وعدم إدارة النفقات بشكل مناسب شكل 82 في المئة من أسباب فشل الشركات الناشئة، هذا إلى جانب النقص في الخبرات (23 في المئة) والمنافسة (20 في المئة) أو التوسع قبل الآوان وصرف مبالغ كبيرة على الإعلانات قبل الوصول إلى مواءمة المنتج مع حاجات السوق (74 في المئة).
وعلّقت النعيمي بأن هذه الأسباب تعود إلى الشركات الناشئة نفسها وليس لظروف خارجية، ما يعني «أنه بالإمكان تلافيها بالتحضر والجاهزية والدراسة والتعلم».
وكشفت أن معدل بقاء الشركات الناشئة التي وصفتها بنواة السوق وجوهرة اقتصادات المستقبل وصلت في مركز الشارقة لريادة الأعمال إلى 71 في المئة، وعزت ذلك إلى بيئة الرعاية والتطوير التي توفرها هذه الحاضنة.
منافسة وتشبع
حظيت التكنولوجيا المالية بحصة الأسد في تمويلات الشركات الناشئة على مدى السنوات الخمس الماضية إلى جانب التجارة الإلكترونية وبيع التجزئة وقطاع التوصيل والخدمات اللوجستية، كما شرحت النحلاوي التي شددت على أن قطاع الفينتك يستحوذ على القيمة الكبرى من الصفقات، مشيرة إلى الأحجام الكبيرة للتمويلات التي حصلت عليها كل من تابي (250 مليون دولار) وتمارا (340 مليون دولار) العام الماضي، وتمثلت الصفقة الكبيرة في التجارة الالكترونية باستحواذ «سلة» السعودية على تمويل بقيمة قدرت بـ130 مليون دولار.
ووفقاً لفرح لا يزال سوق الاستثمار الجريء يحظى بنمو بنسبة 15 في المئة خلال السنوات الخمس الماضية لكنه لم يصل إلى مرحلة الأوج التي عرفها عام 2022 والتي شهدت أيضاً كثافة في عمليات الدمج والاستحواذ للشركات الناشئة.
وقالت النحلاوي: لم يستعد هذا القطاع زخمه بعد رغم تمركز أعمال الشركات الناشئة في قطاعات معينة، الأمر الذي يزيد المنافسة ويخلق ضغوطات إضافية على الشركات الناشئة.
وذكرت أن عملية الاستحواذ الوحيدة كانت من قبل «تابي» بالاستحواذ على محفظة «طويق» الرقمية بهدف التوسع في مجموعة منتجاتها المالية باستخدام المحفظة وتوفير حسابات إنفاق رقمية وبطاقات وأدوات لإدارة الأموال لعملائها.